أيد أول استطلاع للرأي العام عن المظاهرات، التي تجتاح البرازيل بسبب النفقات الباهظة لكأس القارات وكأس العالم 2014، دهشة خبراء كرة القدم، حيال الشعب البرازيلي الذي يتنفس كرة قدم ثم يتظاهر ضدها. فقد كشف هذا الاستطلاع، الذي أجرته مجلة (إيبوكا) البرازيلية، على عينة من البرازيليين بلغ عددها 1008 أشخاص يسكنون 79 مدينة برازيلية من جميع ولايات البرازيل، أن 75 في المائة يؤيدون المظاهرات ضد ارتفاع المعيشة والغلاء والفساد في وقت أيد فيه 67 في المائة من البرازيليين إقامة بطولة كأس العالم 2014 على أراضيهم. وأظهر الاستطلاع أن 40 في المائة ممن استطلعت آراؤهم يؤيدون "تماما" إقامة المونديال على أراضيهم و27 في المائة يؤيدونه فقط لترتفع نسبة المؤيدين إلى 67 في المائة مقابل 33 في المائة يرفضون إقامته نظرا للنفقات الباهظة التي سيتكبدها دافعو الضرائب البرازيليون والبالغ قدرها 11 مليار دولار، كما كشف نفس الاستطلاع أن سبب ارتفاع نسبة المؤيدين للتظاهرات يرجع إلى تردي مستوى الخدمات العامة ورفض السياسات الحكومية وانتشار الفساد. وفي غضون ذلك تستمر في البرازيل المظاهرات التي أودت بحياة شخصين، وأعلنت الشرطة البرازيلية أن عدد المتظاهرين وصل إلى حوالي 250 ألف، في إجمالي 100 مدينة برازيلية أمس، وهو ما يعني تناقص أعداد المتظاهرين مقارنة بالأيام السابقة. وتخللت المظاهرات أعمال عنف، في بعض المدن، فقد ألقى المتظاهرون في مدينة " بيلو هوريزونتي"، الحجارة على أحد معارض السيارات، ما أدى إلى استخدام الشرطة للرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، لمحاولة تفريقهم، كما تخللت المظاهرات في مدينة "سلفادور"، أعمال عنف متفرقة، وأغلق المتظاهرون طريقا رئيسيا بالقرب من الملعب، الذي كان يستضيف مباراة البرازيل وإيطاليا في كأس القارات، وقامت الشرطة بتفريق المتظاهرين الذين لجأوا، لموقف سيارات أحد مراكز التسوق المجاورة. ووصل عدد المتظاهرين في أنحاء البرازيل، يوم الخميس، إلى حوالي مليون متظاهر، وهو عدد ضخم، في بلد غير معتاد على الحركات الاحتجاجية الجماهيرية.