أخنوش يرصد تقدم الحماية الاجتماعية    رسملة البورصة عند 1.036 مليار درهم    أسعار الذهب تحطم السقف التاريخي.. والأسواق المغربية أمام زيادات مرتقبة    جيش الاحتلال يوسع هجومه البري في غزة والأمم المتحدة تدعو إلى وقف "المذبحة"    البوليساريو، إيران والجزائر: مثلث عدم الاستقرار الجديد الذي يهدد الصحراء والأمن الأوروبي    المغاربة يواصلون تصدر الجاليات الطلابية الأجنبية في فرنسا    المنظمة المغربية لحقوق الإنسان تنتقد مشروع قانون المجلس الوطني للصحافة وتقدم مقترحات بديلة    منظمة النساء الاتحاديات تجدد التزامها بالدفاع عن قضايا المرأة والمشاركة السياسية    أكدت دعمها لدور لجنة القدس برئاسة جلالة الملك محمد السادس ..القمة العربية الإسلامية الطارئة تجدد التضامن مع الدوحة وإدانة الاعتداء الإسرائيلي على سيادة قطر    أسطول الصمود المغاربي: سيرنا 9 سفن لغزة ونجهز 6 للإبحار اليوم    اليونيسف: أكثر من 10 آلاف طفل في غزة بحاجة لعلاج من سوء التغذية الحاد    الكان، الشان، ودوري الأبطال: الكاف يرفع الجوائز المالية ويشعل المنافسة القارية    خوان ماتا يتعاقد مع ملبورن فيكتوري الأسترالي    أوناحي: الأسود جاهزون للتتويج بكأس أمم أفريقيا في المغرب    زيادة عامة في أجور العاملات والعاملين بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة    المستشفى العمومي بأكادير .. الورقة التي عرت عجز الحكومة وأسقطت قناع فشل المنظومة الصحية    بلاوي يشدد على الطابع الاستثنائي لبرقيات البحث ويدعو إلى صون حرية الأفراد    إطلاق طلبات دعم مشاريع الجمعيات العاملة في مجال تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة    أزيد من 4 ملايين.. عملية "مرحبا 2025" تسجل عبورا قياسيا    نور فيلالي تطل على جمهورها بأول كليب «يكذب، يهرب»    أوزود تحتضن سينما الجبل برئاسة محمد الأشعري وتكريم علي حسن و لطيفة أحرار وعبداللطيف شوقي    مسابقة لاختيار شبيهة للممثلة ميريل ستريب    الفترة الانتقالية بين الصيف والخريف تتسبب في ارتفاع الحرارة بالمغرب    الممثل الهوليوودي روبرت ريدفورد يفارق الحياة        المغرب يتقدم في مؤشر الابتكار العالمي        الأرصاد الجوية تحذر من زخات ورياح    ضوابط صارمة.. منع "التروتنيت" في المحطات والقطارات وغرامات تصل 300 درهم    لوكسمبورغ تعتزم الاعتراف بفلسطين    مايسة سلامة الناجي تلتحق بحزب التقدم والاشتراكية استعدادا للاستحقاقات المقبلة    إسبانيا تشترط للمشاركة في "يوروفيجن 2026" استبعاد إسرائيل    حفل الإعلان عن الفائزين بجائزة علال الفاسي لسنة 2024    "التغذية المدرسية" تؤرق أولياء أمور التلاميذ    كلاسيكو الرجاء والجيش يلهب الجولة الثانية من البطولة الإحترافية    عصبة الأبطال الأوربية.. أرسنال يحرم من خدمات ساكا و أوديغارد في مواجهة بلباو    أدب الخيول يتوج فؤاد العروي بجائزة بيغاس            أساتذة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بطنجة يلوّحون بالتصعيد احتجاجًا على "الوضعية الكارثية"    ترامب يقاضي صحيفة نيويورك تايمز بتهمة التشهير ويطالب ب15 مليار دولار تعويضًا    مهرجان "موغا" يكشف برنامج "موغا أوف" بالصويرة    مجلة أمريكية: المغرب يفرض نفسه كإحدى أبرز الوجهات السياحية العالمية    غزة تتعرض لقصف إسرائيلي عنيف وروبيو يعطي "مهلة قصيرة" لحماس لقبول اتفاق    أمرابط: رفضت عروضا من السعودية    دراسة: الأرق المزمن يعجل بشيخوخة الدماغ    ارتفاع ثمن الدجاج والبيض بشكل غير مسبوق يلهب جيوب المغاربة        صحافة النظام الجزائري.. هجوم على الصحفيين بدل مواجهة الحقائق    افتتاح الدورة الثانية من مهرجان بغداد السينمائي الدولي بمشاركة مغربية    موسكو تعزز علاقاتها التجارية والاقتصادية مع المغرب    بوصوف يكتب.. رسالة ملكية لإحياء خمسة عشر قرنًا من الهدي    الملك محمد السادس يدعو لإحياء ذكرى 15 قرناً على ميلاد الرسول بأنشطة علمية وروحية    "المجلس العلمي" يثمن التوجيه الملكي    رسالة ملكية تدعو للتذكير بالسيرة النبوية عبر برامج علمية وتوعوية        الملك محمد السادس يدعو العلماء لإحياء ذكرى مرور 15 قرنًا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم    المصادقة بتطوان على بناء محجز جماعي للكلاب والحيوانات الضالة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطاب 20 غشت ينتصر لمحضر 20 يوليوز
نشر في هسبريس يوم 14 - 09 - 2013

مضى قرابة شهر على الخطاب الملكي الأخير، ولم أجد فيما قرأتُ من مقالات، ما يشفي الغليل في تحليله وتفكيكه، والوقوف على أسراره، واستخلاص عبره، خصوصا وأنه أتى في توقيت تتبلور فيه النسخة الثانية من حكومة بنكيران، كما أنه تطرق لموضوع التربية والتعليم وهو موضوع جلل، لا يمكن المرور عليه مرور الكرام.
لقد دَقّت طبول السياسة وقُرِعت أجراسُها، مُؤذنة بانتهاء ردح من زمان هذه الحكومة العرجاء، والتي كتمت على أنفاس هذا الشعب الأبي، حتى ذاق فيه من ألوان المآسي ما ضاق بها قوس قزح، وتجرّع من كأس أكاذيبها وَحِيلها، مرارة لم يتجرعها من حكومة قبلَها قط، فجاء الخطاب الملكي الأخير معبرا عن أحاسيس هذا الشعب المسكين، شافيا لغليله، مُثلجا لصدره، مُجَسِّدا لآلامه وآماله، في آنه وأوانه، غير مستعجل أو متأخر.
لقد أعاب خطاب 20 غشت على الحكومة ثلاثة أمور:
• عدم استثمار التراكمات الإيجابية في قطاع التربية والتكوين، باعتباره ورشا مصيريا.
• تجاهلها للبرامج السابقة علما أنها لن تستطيع تنفيذ مخططها بأكمله، نظرا لقصر مدة انتدابها.
• إقحامها القطاع التربوي في الإطار السياسي المحض، وإخضاع تدابيره للمزايدات أو الصراعات السياسوية.
كثيرا ما كان السيد بنكيران يُقْسم على أنه سيرحل إذا ما طلب منه ملك البلاد ذلك، لكن للأسف الشديد، فهو لم يفطن بأن كل نقطة من هذه النقط الملكية الثلاث، تخفي في طياتها كلمة "ارحل" وزيادة، إلا أن الأمر يبدو أنه لا يحتاج إلى فطنة ونباهة، بل يحتاج فقط إلى ما يسمى في علم الاجتماع بالرجولة، والتي كثر الحديث عنها هذه الأيام.
صحيح أن الخطاب الملكي لم يتحدث عن الحصيلة العامة للحكومة، بل تطرق فقط لضآلة الأداء الحكومي في قطاع التربية والتكوين، إلا أن اعتبار الخطاب هذا القطاع ورشا مصيريا، يجعل العاقل يقيس الغائب على الشاهد، والعظيم على ما هو دونه في العظمة، حيث إن من ضيّع الأمانة الكبرى، هان عليه تضييع ما دونها من أمانات، ومن تنصل من مسؤولية جسيمة، لم يكن له رادع عن التنصل عما دونها من مسؤوليات.
كما وصف الخطاب الملكي حكومة بنكيران بالمتجاهلة لبرامج الحكومات السابقة، وهو أمر في غاية الخطورة والدقة، حيث كان هذا التجاهل سببا في كثير من البلاء الذي نزل على العباد، ومن بينه تنصل السيد بنكيران لمحضر 20 يوليوز الذي وَقَّعته الحكومة السابقة، إلا أن المحكمة الإدارية أرجعت الأمور لنصابها، وحكمت لصالح المعطلين ضدا على بنكيران، موردة في حيثيات الحكم ما جاء في الخطاب الملكي، من فكرة استمرارية الدولة.
إن السيد بنكيران لا يؤمن باستمرارية الدولة، بل يعتقد أن الدولة ابتدأت أصلا من يوم مجيئه، وأن الحكومات المتعاقبة إنما هي بِدع من الضلال، لأنها في رأيه أتت عبر صناديق غير شفافة، وأنه أول رئيس حكومة شرعي جاء عبر انتخابات حرة ونزيهة، هذا فقط ما يفسر قولتَه الشهيرة لأحمد منصور: "عفا الله عما سلف"، فالحكومات التي مضت إنما هي حكومات "لصوص وقطاع طرق"، وبنكيران، قدس الله سره، هو وحده من سيوقف هذا النزيف، وسيتصدى لهذا النهب والسلب، ومادام الذين نهبوا هذه البلاد كُثر يستحيل متابعتهم ومعاقبتهم، فسوف تبتدئ المحاسبة من يوم مجيء "المهدي المنتظر" الذي سيملأ الأرض عَدْلا بعدما ملئت جورا.
أشار الخطاب الملكي كذلك، إلى أن التعليم لا يجب أن يخضع للمزايدات السياسوية، في إشارة إلى ما كان بنكيران ينتوي القيام به، حيث أبدى تمسكه بالسيد الوفا في حكومته، لا لكفاءته، بل لإغاظة أمين عام حزب الاستقلال فحسب، برغم أن "الوفا" بذرت منه سلوكيات وتصريحات يُندى لها الجبين، كتصريح: "المدير وصاحَبْتُ"، أو " أوباما بَابَاه ما عَنْدُوشْ هادْ المدرسة" أو التلميذة الصغيرة التي تسبب لها في أزمة نفسية حينما خاطبها قائلا: "خاصَّك غِي الرّاجل".
ربما كان السيد بنكيران عازما على الاحتفاظ بالسيد الوفا لِما يتمتع به من حِس الفكاهة والسخرية، فالحكومة الإسلامية مقبلة على قرارات صعبة، ولا أحد ينقذها من هذه الورطة الوشيكة، مثلما يفعل هؤلاء الوزراء المبدعون، الذين يتمتعون "بخفة الدم" وسرعة البديهة، فيخففون عن الناس آلامهم، بسرد النكت وعرض المستملحات والطرائف، لكن الخطاب الملكي قطع الهزل بالجد، والشك باليقين، وجعل مقولة بنكيران للسيد الوفا: "انت مْعَ الرْجَال" تتلاشى مثلما تلاشت كثير من وعوده وعهوده.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.