استدراكا للخصاص الذي يعرفه بنك الدم بالمركز الاستشفائي الإقليمي الحسن الثاني بخريبكة، هبت جمعيات من المجتمع المدني لتلبية نداء أطلق على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل توفير كمية من هذه المادة الحيوية الضرورية لإنقاذ عدد من المرضى والمصابين والحوامل. وفي هذا الإطار، قصد أزيد من 300 متطوع ومتطوعة من مختلف الأعمار والفئات، طيلة الخميس، إحدى المصحات الخاصة بمدينة خريبكة من أجل التبرع بدمائهم لفائدة مركز تحاقن الدم بالمدينة ذاتها، مما أسفر عن توفير 280 كيسا من الدم، وهي الحصيلة التي وصفها المنظمون بالجيدة جدا، بالنظر إلى مدة الحملة التي لم تتجاوز يوما واحدا فقط. وعرفت "النسخة الأولى من حملة التبرع بالدم"، التي نظمت تحت شعار "دمنا لهم"، مشاركة عدد من الجمعيات وثلة من النشطاء بالصفحات المهتمة بتتبع الشأن المحلي بمدينة خريبكة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إضافة إلى متطوعات ومتطوعين دأبوا على التبرع بدمائهم كلما أتيحت لهم الفرصة. ومن بين المشاركين في الحملة، جمعية رجاء الخير، وجمعية ليلى للتنمية، وجمعية النصر الرياضي خريبكة، وجمعية الأمل للتجار ومهني مدينة بخريبكة، وجمعية السباقات والمارطون بخريبكة، وجمعية خليد الاجتماعية، ونادي الصقور للدرجات النارية خريبكة، والجمعية المهنية لمحلات ومهني التصوير بإقليم خريبكة، وجمعية مهنيي سيارات الأجرة الصنف الثاني، وتجمع شباب خريبكة الحر الفيسبوكي. وأوضح حكيم شميش، رئيس مركز تحاقن الدم بخريبكة، أن "هذه المبادرة تأتي في إطار الحملات التي يقوم بها بنك الدم، وقد عرفت نجاحا كبيرا بفضل المصحة والنسيج الجمعوي والمتبرعين"، مضيفا أن "هذه الحملة جاءت في وقتها لتعزيز بنك الدم بمخزون جديد، وذلك بعد الخصاص الذي تم تسجيله في الآونة الأخيرة". وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "مركز تحاقن الدم في حاجة للتزود الدائم بتلك المادة الحيوية، من أجل تلبية حاجيات المرضى والمحتاجين للدم، مما يستلزم تقديم الشكر لكل المنظمين والمتبرعين في هذه البادرة الإنسانية التي تزرع السعادة والطمأنينة في نفسية المرضى". من جانبه، قال إلياس الدومة، باسم منظمي حملة التبرع بالدم، إن "هذه المبادرة الإنسانية جاءت بتنسيق بين المصحة وعدد من جمعيات المجتمع المدني بمدينة خريبكة من أجل إشاعة عمل الخير، ونشر ثقافة التبرع والتطوع، وتقديم يد المساعدة للمرضى المحتاجين لقطرات الدم لإنقاذ حياتهم". وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "لقد وعدنا المشاركين في هذه المبادرة بإمكانية تنظيم مبادرات أخرى في أقرب وقت، من بينها إعذار حوالي 200 طفل بالمجان، وإجراء عمليات مجانية لإزالة المياه البيضاء (الجلالة) لفائدة حوالي 200 مريض كل 3 أشهر، وذلك بمشاركة عدد من الأطباء المختصين في المجال".