قال المصطفى راكب، مدير المدرسة العليا للتكنولوجيا بالفقيه بنصالح، "إننا بتخليد الذكرى 66 للاستقلال نستحضر السياق التاريخي لهذا الحدث العميق، الذي كان تحقيقه ملحمة كبرى ودرسا عميقا وبطولات تجسمت في مواقف تاريخية خالدة صنعتها ثورة الملك والشعب"، مشيرا إلى أن الاحتفاء بهذا الحدث يعُيد إلى الاذهان المُثل والمبادئ الوطنية المقدسة، التي رسخها جيل من أبطال الحركة الوطنية، الذين خاضوا حرب الكرامة والفخر من أجل استرجاع السيادة الوطنية. وأضاف راكب، خلال ملتقى علمي نظمته المدرسة العليا للتكنولوجيا بالفقيه بنصالح، بشراكة مع المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ومنتدى الصحراء للحوار والثقافات والمجلس العلمي المحلي، الخميس، تحت عنوان "الملاحم البطولية لتحقيق الاستقلال بين الذاكرة والتاريخ"، أن "الاحتفاء بالذكرى يجعلنا مدركين لمسؤولية العمل على تعميق الوعي بأهمية موروثنا التاريخي وارتباطه بحاضر الأمة ومستقبلها، ومعالجة القضايا المتعلقة بالذاكرة الوطنية برؤية متبصرة دون تنازل". واعتبر مدير المدرسة العليا للتكنولوجيا بالفقيه بنصالح هذا الحدث "مبادرة تحفيزية تسعى إلى إعطاء نفس جديد لروح الوطنية وغرس قيم الانتماء والتشبث بالثوابت لدى الطلبة والشباب، مع التأكيد على حاجة المغرب إلى كفاءاته وطاقاته من أجل تحقيق الإقلاع التنموي"، مؤكدا على ضرورة جعل الشباب في صلب السياسات العمومية، وتعزيز مشاركتهم في الحياة السياسية ومساهمتهم في صنع القرار. من جهته، قال عبد الصمد ملاوي، نائب رئيس منتدى الصحراء للحوار والثقافات، إن موضوع الملتقى العلمي يكتسي أهمية علمية أكاديمية كبيرة، ودعا إلى المساهمة من رحاب الجامعة في الدراسة والبحث في مثل هذه المواضيع لإغناء الأرشيف المكتوب والرقمي الذي يهم القضايا الوطنية لتكون مصدرا للمعلومات وشاهدا للتاريخ. وأكد ملاوي حرص منتدى الصحراء للحوار والثقافات على التربية على المواطنة، والمساهمة في تكوين ناشئة متمسكة بتاريخها وثوابتها الوطنية من أجل التصدي لخصوم الوحدة الترابية للمملكة، مشيرا إلى أن ما عرفته المملكة من منجزات تنموية وما حققته الديبلوماسية المغربية بفتح مجموعة من القنصليات بأقاليمنا الجنوبية والاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء دليل على وجود وانخراط هذه الناشئة المواطنة في المسلسل التنموي الذي أعطى انطلاقته العاهل المغربي. وبالمناسبة ذاتها، أكدت مريم بوزكراوي، المشرفة على فضاء الذاكرة التاريخية بالفقيه بنصالح، على أهمية تثمين ونشر القيم الوطنية ومواقف المواطنة الإيجابية والمثل العليا والسلوك المدني القويم والدلالات البليغة لهذه الذكرى وترسيخها في أذهان ووجدان أجيال اليوم والغد، مشيرة إلى التعبئة المستمرة لأفراد أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، على غرار سائر فئات وشرائح المجتمع المدني، من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية وتثبيت المكاسب الوطنية. وقالت بوزكراوي إن الشعب المغربي يلتحم بشكل وثيق مع العاهل المغربي محمد السادس لإفشال مخططات ومناورات خصوم الوحدة الترابية والمتربصين بالحقوق المشروعة للوطن، مضيفة أن هذه الذكرى تستوجب مواصلة الاجتهاد والبحث لاستكشاف رصيدها الزاخر بأسمى صور وروائع الكفاح الوطني، والتعريف بالتراث التاريخي والرصيد التراكمي للذاكرة التاريخية الوطنية لإيصاله إلى الأجيال المتعاقبة تماشيا مع الإرادة الملكية. وألقيت خلال هذا الملتقى، الذي حضره عامل الإقليم ورئيس المجلس الإقليمي وأكاديميون، كلمات متنوعة وغنية، ومداخلات علمية، ضمنها "مساهمة الأحرار الفرنسيين في كفاح الشعب المغربي لتحقيق الاستقلال" للدكتور خالد بويقران، و"شذرات من الكفاح الوطني للعرش والشعب من أجل تحقيق الاستقلال" للباحثة مريم بوزكراوي، ومداخلة تحت عنوان "منزلة الدفاع عن الوطن والأمة في شريعة رب البرية" لرئيس المجلس العلمي بالفقيه بنصالح الأستاذ محمد ند عبد الله، و"ذكرى عيد الاستقلال.. الحدث السياق والدلالات" للدكتور محمد بويقران. كما تميز الملتقى بتوقيع كتاب "الوحدة الترابية قضية المغاربة الأولى" للكاتب والصحافي بوشعيب حمراوي، وعرض شريط وثائقي عن ذكرى عيد الاستقلال، ومعرض للصور يتعلق بالأحداث التاريخية، ومعرض لإصدارات ومنشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. كما تم خلال الملتقى تكريم مجموعة من الشخصيات الأكاديمية والعلمية.