خلّدت جامعة محمد الأول بوجدة، صباح اليوم الثلاثاء، للسّنة الثانية على التوالي اليوم العالمي لشجرة الأركان، الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 ماي من كل عام، عبر يوم دراسي مفتوح احتضنته كلية العلوم للتعريف بطرق تكاثر هذه الشّجرة وأنواعها. ويُشرف على هذا اليوم الدراسي فريق البحث "البستنة والمناظر الطبيعية والغابات"، التابع لمختبر تحسين الإنتاج الزراعي والتكنولوجيا الحيوية والبيئة، بالتعاون مع المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بالشرق، والمركز الإقليمي للبحوث الزراعية الشرقية. وفي هذا السياق، قال برّيشي عبد الباسط، الأستاذ بشعبة علوم الأحياء بكلية العلوم، إن الكلية تعمل على أبحاث حول طرق تكاثر شجر الأركان لأكثر من 24 سنة، مشيرا إلى أن "الفكرة السائدة لدى الأغلبية هي أن شجرة الأركان لا تُنتج في المغرب الشرقي وترتبط حصرا بأكادير". وأضاف الأستاذ ذاته ضمن تصريح لهسبريس: "نحاول عبر هذا اليوم الدراسي تبسيط طريقة تكاثر شجرة الأركان للزوّار"، مبرزا أن كلية العلوم تحتضن أكثر من 100 شجرة أركان من بينها أنواع تنتج ما بين 30 إلى 35 كيلوغراما في العام الواحد، بحيث تحافظ على كمية الإنتاج نفسها سنوياً أو تزيد بقليل، عكس الشجرة العادية المعروفة بالإنتاج بالتناوب من سنة إلى أخرى. ويعمل الفريق البحثي بالمختبر التابع للكلية على تطعيم هذا النوع من شجرة الأركان المنتجة سنوياً، واستنساخها عبر طرق مختلفة، تستعمل في بعضها أغصان الشجرة المثمرة، بينما تستعمل في أخرى طريقة لا تضمن الإنتاج، تعتمد على النواة فقط، وتُستغل لعمليات التشجير التي تسهر عليها المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بالشرق، في إطار اتفاقية شراكة مع جامعة محمد الأول، وعمالة إقليمبركان من أجل إنتاج عشرة آلاف شتلة. وسبق أن أنتج المختبر 6 آلاف شتلة، بينما يعتزم على هامش هذا اليوم الدراسي تسليم 3 آلاف شتلة أخرى وحوالي 5 آلاف نواة للمديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بالشرق، إلى جانب توزيع 130 منها على المؤسسات التعليمية الثانوية بمدينتي وجدةوبركان، على أن يتم توزيع أخرى على المؤسسات التعليمية الإعدادية في السنة المقبلة، ثم الابتدائية في السنة الموالية. وجرى خلال اليوم ذاته غرس رمزي لشتلتين من شجرة الأركان في مركز التعلم الإلكتروني بالجامعة، إلى جانب تنظيم زيارة تعريفية إلى مشتل للأعمال التطبيقية والأبحاث يغطي مساحة حوالي 3 آلاف متر مربّع داخل كلية العلوم، مخصّص لتجارب مسلكين دراسيين تمتاز بهما الكلية عن باقي كليات المغرب، وتستقطب الطلبة من جميع جهات المملكة؛ يتعلّق الأول بإجازة مهنية في بستنة التزيين والمساحات الخضراء، والثاني بماستر متخصص في هندسة البستنة والمساحات الخضراء.