انطلقت، اليوم، بالسعيدية المناظرة الوطنية التاسعة للسياحة بتلاوة الرسالة الملكية التي دعا فيها الملك محمد السادس الحكومة والسلطات المحلية ومهنيي قطاع السياحة إلى المزيد من التعبئة وتظافر الجهود من أجل تطوير الصناعة السياحية بالمغرب. وأكد محمد السادس في الرسالة، التي تلاها وزير السياحة والصناعة التقليدية محمد بوسعيد، أن هذا القطاع "يحظى بالأولوية في السياسة الاقتصادية، فضلا عن كونه يفتح آفاقا واعدة في مجال توفير فرص الشغل للشباب". وحث الملك محمد السادس المؤسسات البنكية على تقديم المزيد من الدعم للاستثمارات السياحية، ووضع الآليات المالية الملائمة، لمواكبة مبادرات المستثمرين المغاربة منهم والأجانب، في إنجاز مشاريعهم، مهيبا بمهنيي وشركاء القطاع السياحي، تعزيز انخراطهم في هذه الدينامية، لإبراز مقومات المغرب كوجهة سياحية متميزة، وكذا العمل على ابتكار أساليب جديدة ناجعة في مجال التسويق والترويج والتواصل. وأكد الملك أنه رغم التداعيات السلبية للأزمة، التي تشهدها اقتصاديات الدول الكبرى المصدرة للسياح، فإن وتيرة النمو الاستثنائية التي شهدها قطاع السياحة بالمغرب، خلال السنوات الأخيرة، تبرهن على قدرة كبيرة على مواجهة التحديات، والتكيف مع مختلف الإكراهات. محمد السادس دعا الحكومة إلى إعادة النظر، في أقرب الآجال، في نظام تصنيف الفنادق، وملاءمته مع المتطلبات البيئية والطاقية الجديدة. وذلك في إطار سياحة مستدامة، تراعي المعايير البيئية الدولية. وفي سياق متصل قال الملك محمد السادس إن المحطة السياحية للسعيدية، الأولى ضمن مخطط "أزور"، الذي يشكل دعامة أساسية للاستراتيجية الوطنية "رؤية 2010"، تعد إنجازا متميزا ومبعث افتخار للمغرب. مبرزا أن هذا الإنجاز سيتعزز قريبا، بتدشين "محطة مازكان" بالجديدة، ثم افتتاح محطتي "ليكسوس" بالعرائش، و"موكادور" بالصويرة، مع ما سيترتب عن هذه المنجزات من آثار إيجابية على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياحية بهذه المناطق، وخاصة ما يرتبط منها بخلق مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة عديدة لفائدة شبابها. وحث محمد السادس الحكومة على أن تنكب، قبل نهاية هذه السنة، على بلورة رؤية سياحية مستقبلية، في أفق 2020، رؤية مضبوطة عمادها الواقعية، وغايتها تعزيز المكاسب الهامة، التي تحققت في إطار تفعيل "رؤية 2010". وقوامها استخلاص العبر والدروس من جوانب ضعفها ونواقصها.