كادت مختلة أن تزهق روح شرطي، برتبة مقدم رئيس، ينتمي إلى الهيأة الحضرية بالمنطقة الأمنية الرابعة بالرباط. وأفادت مصادر «الصباح» أن الحادث وقع الاثنين الماضي، حينما كان الشرطي يزاول مهامه بمحج الكفاح بحي يعقوب المنصور بالمدينة نفسها، قبل أن تفاجئه المختلة بضربة قوية على رأسه، خر إثرها ساقطا أرضا، بعد أن أغمي عليه من شدة الضربة. ولم ينتبه الشرطي إلى المختلة المعروفة بالحي نفسه، إذ تحينت الفرصة لمغافلته والتمكن من تنفيذ ما أسرته في دواخلها قبل أن تهرع مسرعة للفرار من المكان. وأضافت مصادر «الصباح» أن عشرات المواطنين تجمعوا بمكان الحادث، كما التحق زملاء الأمني الضحية بالمكان، قبل نقله على متن سيارة الإسعاف إلى مستشفى ابن سينا، حيث تلقى العلاج، قبل أن يغادره في اليوم نفسه بعد أن حررت له شهادة طبية بمدة عجز تثبت ما تعرض له من اعتداء أثناء مزاولة مهامه. وأوضحت المصادر نفسها أن الأبحاث التي جرت بالمكان انتهت إلى إيقاف المرأة، معنفة الشرطي، ونقلها إلى الدائرة الأمنية، ولم تتوقف المعنية عن توجيه السباب والتحدث عن أشياء غريبة، ليتبين أنها تعاني اضطرابات عقلية، وأنها معروفة في الحي باعتداءاتها المتكررة على المارة. وبتنسيق مع النيابة تم نقل المعتدية إلى مستشفى الرازي للأمراض العقلية والنفسية بسلا، من أجل إخضاعها للعلاج. وكشفت المصادر نفسها أن الإجراءات انتهت عند هذا الموقف، فيما تظل مخاطر اعتداءات المختلين العقليين من هذا النوع، متواصلة، سيما لرفض المستشفيات المختصة إيواءهم. وأوردت المصادر نفسها أن العديد من الجرائم يرتكبها مرضى عقليا ونفسيا، بسبب حالة الهيجان التي يكونون عليها، ومن أخطرها جرائم القتل، التي شهدتها مجموعة من المدن وكان أبطالها ناقصي الأهلية ومنعدمي المسؤولية، كان مفروضا أن يخضعوا لمراقبة ورعاية طبيتين، بدل تركهم عرضة لمضاعفات تزيد حالتهم سوءا. وتعاني الأسر مشاكل كثيرة، إثر عدم قبول مرضاها من النوع نفسه داخل المستشفيات العمومية المختصة بسبب الاكتظاظ، كما يتحول جنوح المرضى العقليين إلى أفراد الأسر نفسها، ما يسبب أزمات عائلية. وفي نونبر الماضي، شهدت منطقة سيدي عثمان بالبيضاء، جريمة قتل بشعة، بعد أن وجه مختل عقليا طعنات لشقيقته بمختلف أنحاء جسمها، قبل أن ينتحر بقطع شريان يده الأسرى. كما شهدت المدينة نفسها جريمة أخرى، بحي مبروكة التابع لعمالة مولاي رشيد، كانت ضحيتها والدة مختل عقليا. وكان المشتبه فيه وجه ثماني طعنات لوالدته، الأرملة والأم لخمسة أبناء، أردتها قتيلة في الحال، وأوقف الجاني (32 سنة)، بمحيط المنزل، بدلالة من السكان، وكان في حالة هستيرية.