عمليات التجميل المتوالية وهلم مساحيقا، وماذا تغني الندر وهل تعيد الألوان و "المنكير" و "البيدكير" ما أتلفته السنوات العجاف، حتى المسكنات انتهى تاريخ صلاحيتها "بيرمي" وحتى ما قيل ويقال عرفناه "بيرمي" كالأحمر على الخد والشفاه، أو "كريمات" سار تعاقب طبقاتها قناعا مزركشا للتهريج. المكلفون بتلميع الواجهات لم يألوا جهدا في التجديد و الإبداع ومهما فعلوا ازدادت واجهاتهم بشاعة ومللنا قبحها، وحتى ما يُتبجح به من شعارات واستثناء وفاعلون جدد عصفت به الامتحانات المتتالية. لا جديد إذن تحت الشمس الحارقة رغم ترتيب فسيفساء السرك البهلواني، وتغيير نجوم اللعبة السياسية. انتظرنا برهان صدق دعاوى التغيير من رفع للظلم وضمان للحقوق والحريات والحق في الشغل والتنظيم والصحة والتعليم فإذا بفاجعة استمرار القمع تقنع كل مستبشر بالتغيير، وتؤكد لكل حاذق عاقل أن ميدان اللعب السياسي مازال هو هو، وأن قواعد اللعبة لم تتغير وأن الصفارة مازالت بيد نفس الحكم، وأن الحصيلة ثقيلة، وأن الغصة في الحلق شوكة، وأن الدموع في العين استعصى نزولها . الفاعلون الجدد منذ البداية كانوا مجرد ورقة مرحلة "كارط" والآن انتهت صلاحيتها. لأن صعوبة المرحلة تملي أن لا يتورط معهم أحد فيفقد رأسمال ثقة الشعب، ومن الأحسن أن يبحروا وحدهم والأمواج والتيارات تحرك في اتجاههم، من الأحسن أن يلبسوا الفشل وحدهم حتى يتسنى للماسكين بالخيوط خلق دمى أو كراكيز جديدة على المقاس وحسب ما ستمليه الوضعية المقبلة. هكذا تدور دوامتنا وماذا تغني الشعارات والواجهات المزيفة وسياستنا إما فاشلة أو متآمر على إفشالها، سياستنا لا تحقق نموا اقتصاديا، ولا تخلق تنمية اجتماعية، ولا تبشر بنهضة ثقافية، ولا ترفع من شأن السياسة ، ولا تحارب الفاسدين، ولا تجلب سياحا ، ولا تشغل معطلين، صفارة وحكم وحصيلة ثقيلة ،غصة في الحلق ودموع في العين استعصى نزولها استعصى...!؟