الملك محمد السادس أمام البرلمان: تأطير المواطنين ليس مهمة الحكومة وحدها، بل مسؤولية جماعية تشاركية    قراءة في أولويات الخطاب الملكي: بين مطالب الشباب ورؤية الدولة    آلاف الفلسطينيين يعودون لشمال غزة مع صمود وقف إطلاق النار    بعد 55 عاماً من العلاقات الدبلوماسية.. بكين وروما تجددان التزامهما بالحوار والانفتاح    ماكرون يعيد تعيين لوكورنو رئيسا للوزراء ويكلفه بتشكيل حكومة جديدة    مونديال الشيلي لأقل من 20 سنة.. المنتخب المغربي يواجه نظيره الامريكي بطموح جارف لبلوغ المربع الذهبي    بلاغ اللجنة المنظمة لمباراة المنتخب الوطني أمام الكونغو    تصفيات مونديال 2026.. المنتخب المغربي يكثف من تحضيراته تأهبا لمواجهة الكونغو    المنتخب الوطني المغربي يستأنف تداريبه استعداداً لمواجهة الكونغو    جماعة الدار البيضاء: صيانة مركب محمد الخامس ضرورية ولن تضر بمصالح الوداد والرجاء    الأمم المتحدة... متدخلون يحذرون من التواطؤ الثابت بين "البوليساريو" والجماعات الإرهابية    طقس السبت: نزول أمطار قد تكون رعدية بالريف والواجهة المتوسطية والمنطقة الشرقية    اعتقال حوالي 30 من شباب "جيل Z" خلال افتتاح البرلمان    قتلى وجرحى في حادثة سير مأساوية بين سيدي قاسم وسيدي سليمان    حزب الأحرار: لا سبيل لتسريع التنمية سوى بالعمل الجماعي وتغليب المصلحة العليا للوطن    خطاب جلالة الملك في افتتاح البرلمان : مناشدة التنمية عبر الآلية الديمقراطية    تبون و«الدولة التي لا تُذكر»... عندما يتحول الحقد إلى سياسة رسمية في الجزائر    الصين وتايلاند والولايات المتحدة يتفقون على تعزيز التعاون في مجال مكافحة المخدرات    المنتخب المغربي يدخل التاريخ بمعادلة رقم قياسي لإسبانيا    قمة مرتقبة بين مولودية وجدة وسطاد المغربي    والدة قاصر منتحر تحذر من "روبوتات الدردشة"    جمال ديواني: الخطاب الملكي لافتتاح البرلمان شدد على أهمية الزمن السياسي    سحب بطاقة الصحافة من مدير موقع خالف أخلاقيات المهنة    كيوسك السبت | 66 ألف مستفيد من دعم السكن إلى حدود الشهر المنصرم    للاطلاع على الخبرة المحاسبية.. غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بجرائم الأموال بمراكش تؤجل جلسة المتابعين في ملف "كوب 22"    "انتهى الأمر، لكن الغزيين ما زالوا يخشون المستقبل" – مقال في الغارديان    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    أمطار مرتقبة يوم غد السبت بهذه المناطق منالمملكة    زلزال عنيف بقوة 7.6 يهز الفلبين وتحذيرات من تسونامي    "أرفود" تستعد لاحتضان الدورة ال14 من الملتقى الدولي للتمر تحت شعار "التدبير المستدام للموارد المائية"    مَن هي الفنزويلية التي فازت من مخبئها بجائزة نوبل للسلام، وهنّأها ترامب؟    فنزويلية تفوز بجائزة نوبل للسلام 2025    السنغال: ارتفاع حصيلة ضحايا حمى الوادي المتصدع إلى 18 وفاة    الصيد البحري... تسويق حوالي 8,2 مليارات درهم من المنتجات حتى نهاية شتنبر 2025    طنجة تحتضن نقاشا إفريقيا واسعا يغذي أمل "استدامة حياة بحار القارة"    الخزينة.. مركز "التجاري غلوبال ريسورش" يتوقع عجزا متحكما فيه بنسبة 3,5% من الناتج الداخلي الخام سنة 2025    توقيع بروتوكول اتفاق بين المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني ومجموعة فرنسية للحبوب    بورصة الدار البيضاء تغلق على تراجع    بحرية سبتة تنتشل جثة مهاجر جزائري بشاطئ "لا ريبيرا"    نشطاء بطنجة وتطوان يطالبون بالتحقيق في تخفيضات "مشبوهة" لمحلات بيع المواد الغذائية    عروض سينمائية للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب    فعاليات مدنية تطالب بتكريم المخرج الراحل محمد إسماعيل ابن تطوان    هل تُعاقَب فجيج لأنها تحتج؟    مهرجان فيزا فور ميوزيك يكشف عن برنامج دورته الثانية عشرة    "مؤسسة منتدى أصيلة" تصدر كتابا تكريما لمحمد بن عيسى تضمن 78 شهادة عن مسار الراحل    أطعمة شائعة لا يجب تناولها على معدة خاوية    دراسة: الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تغير أعداد البكتيريا المعوية النافعة    لأول مرة في العالم .. زراعة كبد خنزير في جسم إنسان    الأوقاف تعلن موضوع خطبة الجمعة    رواد مسجد أنس ابن مالك يستقبلون الامام الجديد، غير متناسين الامام السابق عبد الله المجريسي    دراسة: النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بسبب عوامل وراثية    عنوان وموضوع خطبة الجمعة القادمة    الجالية المسلمة بمليلية تكرم الإمام عبد السلام أردوم تقديرا لمسيرته الدعوية    وزارة الأوقاف تخصص خطبة الجمعة المقبلة: عدم القيام بالمسؤوليات على وجهها الصحيح يٌلقي بالنفس والغير في التهلكة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد السلام بن محمد بن المختار القيسي الحسني
نشر في بوابة القصر الكبير يوم 09 - 04 - 2012

* ولد بمدينة القصر الكبير يوم الأربعاء 22 جمادى الأولى عام 1349 ه موافق ل 15 اكتوبر سنة 1930م .
* تلقى تعليمه الأولي في كتاب الفقيه الجليل السيد محمد الغافقي الجزار رحمه الله بحي القطاني وهو من عائلة والدته، فحفظ به أجزاء من كتاب الله العزيز .
* كان من أوائل الملتحقين بأول مدرسة حرة أسسن بالمدينة وهي المدرسة الأهلية الحسنية بحي سيدي قاسم بن الزبير بفندق بنيس سنة 1939 م .
* تلقى بها دراسته الابتدائية على ثلة من الأساتذة المخلصين الذين تطوعوا لتعليم تلاميذ المدينة الذين نالوا الشهادة الابتدائية صيف سنة 1944.
* تابع دراسته وحفظ القرآن والتحق لإتمام دراسته بالمعهد الديني الذي أحدث آنذاك وكانت الدروس تلقى بالمسجد الأعظم بالمدينة من طرف علماء الوقت الأجلة .
* التحقق بالتدريس بالمدرسة الأهلية لتي تعلم وتربي بها وذلك سنة 1948 م .
* دخل ميدان النضال الوطني ضد الإستعمار فأطر الشباب وأسس النقابة وأشرف على الكشفية الحسنية وخاطب وحاضر في المناسبات الوطنية .
* اضطهد بأفكاره ونشاطه وأوذي في سبيل عمله من رف الاستعمار وأعوانه .
* تولى ادارة المدرسة الأهلية التي يعمل بها الى أن أدمجت في التعليم الرسمي مع معظم أطرها .
* بعد إعلان الاستقلال تقلد وظيفة الكاتب الأول بالباشاوية ثم انتقل للعمل بالبلدية فنظم الأقسام بهما وعرب مرافقها وعمل على ملء الفراغ الذي تركه الأسبان بعد رحيلهم.
* منح وسام الرضى من الدرجة الأولى بكتاب حسني سنة 1973 .
* عين خليفة بالباشاوية، ثم رقى للدرجة قائد سنة 1979م .
* عمل بجد وتضحية وإخلاص ووفاء لمهامه في سبيل الصالح العام إلى أن وصل سن التقاعد سنة 1990 م .
* يواصل الآن مسيرته في اكتساب العلم والمعرفة في راحة ضمير ونقاء سريرة، معترفا بفضل الله عليه شاكرا لنعمه إلى أن يحين أجله إن شاء الله .
وبالرغم من أهمية المعلومات الواردة في هذه الترجمة، إلا أنها – في ظني – معلومات مقتضبة، سريعة، لا تطفئ ظمأ القارئ المتعطش لمعرفة شتى الملابسات التي وسمت المراحل التي عاشها أستاذنا. وكم سيكون مفيدا لو مل على إعادة كتابتها بتفصيل ونشرها في كتاب خاص .
إن هذه الكتابات، لو قدر له أن تنشر بالرغم من كونها ستتحدث حتما عن مسار الحياة الخاصة لصاحبها، إلا أن الأساسي فيها هو ما تحفل به معطيات تمس الذاكرة الجماعية .
ويستنتج القارئ من تلك الإشارات العامة، أن مراحل ثلاثة ميزت حياة الأستاذ القيسي وهي كالتالي :
أولا : مرحلة التكوين والتثقيف : وتبتدئ حينما سيلتحق بالمدرسة الأهلية الحسنية، وكانت المدرسة الأهلية الحسنية إضافة إلى دورها التعليمي معقلا للتربية على حب الوطن والعمل من أجل النهوض به . إنها مرحلة غنية بالرجال والأحداث . ومن خلالها سيقف القارئ على صورة التعليم بالمدينة بفضل الدور الفعال الذي قام به ثلة من العلماء الأجلاء والذين على أيديهم قلمت نهضة علمية في رحاب المسجد الأعظم وفي الجامع السعيد.
إن أساطين الجامع الأعظم لخير شاهد على عدد الشيوخ الذين مروا بهذا الصرح العلمي الشامخ. وكل عالم منهم يمثل نموذجا إنسانيا متفردا، وإحياؤه واجب علمي.
ثانيا : مرحلة النضال الوطني ضد الاستعمار : وله في هذا المجال نشاط جدير بأن يماط عنه اللثام . وبين يديه من الوثائق والمستندات ما يساعد على إلقاء الضوء على ما خفي من الزوايا.
ثالثا : مرحلة حصول المغرب على الاستقلال : حيث سيتقلد منصب الكاتب الأول بباشاوية القصر الكبير وسيظل بهذا المنصب إلى حدود سنة 1979 حينما سيرقى إلى درجة قائد . وهذه المرحلة هي الأخرى حافلة بشتى الأحداث والملابسات .
ولعله من حسن التوافق أن يكون التاريخ الشخصي لأستاذنا أو الجزء الأكبر منه، هو صورة من تاريخ القصر الكبير في عصرها الحديث، سواء على المستوى الثقافي أو السياسي أو المجتمعي. ولا يعزب عن البال أن أفضل من يكتب عن الأحداث هو من عاشها، إذ ليس من رأى كمن سمع .
إن ما بحوزته من وثائق ومستندات، باعتباره أحد الفاعلين الأساسيين في صيرورة التاريخ الحديث لهذه المدينة، سيجعل لما سيكتبه أهمية بالغة، إذ سيتماهى عنصر ألحكي السر ذاتي مع وقائع وأحداث هي خارجة عن لذات ومرتبطة بها في نفس الآن .
وكثيرا ما فاتحته في لموضوع فكنت أجد عنده بعض التردد. تواضع العلماء الذين يستنكفون الحديث عن دواتهم، وليس أستاذنا وحده من استنكف الكتابة عن نفسه ولم يتحمس لها. فجل الأسماء الواردة في هذا الكتاب لم يسع أصحابها لكتابة مذكراتهم ونشرها.
وذكرني موقفه هذا بموقف مماثل لأحد رواد الفكر العربي في العصر الحديث، أعني به الأستاذ أحمد أمين. فقبل أن يشرع هذا المفكر في الكتابة عن حياته تساءل: " ما للناس و (حياتي) ؟ لست بالسياسي العظيم، ولا ذي المنصب الخطير، الذي إذا نشر مذكراته، أو ترجم لحياته، أبان عن غوامض لم تعرف، أو مخبآت لم تظهر فجلي الحق وأكمل التاريخ، ولا أنا بالمغامر الذي استكشف مجهولا من حقائق العالم، فحاول وصفه وأضاف ثروة إلى العلم، أو مجهولا من العواطف – كالحب والبطولة أو نحوهما فجلاه وزاد بعمله في ثروة الأدب وتاريخ الفن – ولا أنا بالزعيم المصلح المجاهد، ناضل وحارب، وانتصر وانهزم، وقاوم الكبراء والأمراء، أو الشعوب والجماهير، فرضوا عنه أحيانا، وغضبوا أحيانا . وسعد وشقي، وعذب وكرم، فهو يروي أحداثه لتكون عبرة، وينشر مذكراته لتكون درسا.
لست بشيء من ذلك ولا قريب من ذلك، ففيم أنشر (حياتي ) " ؟ 151
151 – أحمد أمين من مقدمة كتاب "حياتي "
وأغلب الظن أن مثل هذه الخواطر عنت لأستاذنا فوقفت سدا منيعا بينه وبين تدوين مذكراته بشكل مفصل. بيد أن الأستاذ أحمد أمين فيما سيخبرنا به لاحقا، سيتدارك الأمر حينما سيقتنع بأن دور المؤرخ الحقيقي لم يعد يقتصر على سرد حياة الأبطال أو الزعماء وإنما تجاوز ذلك. لقد كان المؤرخ في لماضي : " إنما يؤرخ لخلفاء وأعمالهم، ومبانيهم وحروبهم وإقطاعهم، ومن اتصل بهم وما صدر عنهم من فعل . وما روي لهم من قول، ولا شيء غير ذلك. ثم صار المؤرخ يؤرخ للشعب كما يؤرخ للسلطان، ويؤرخ الفقر كما يؤرخ الغنى، ويؤرخ الزراعة كما يؤرخ الإمارة .
وليس المهم في المذكرات أو السيرة الذاتية الجانب الشخصي من حياة صاحبها، لكن المهم ما تحفل به من تصوير لمجتمعها. فلعلها تفيد اليوم قارئا وتعين غدا مؤرخا " .
للإطلاع على المزيد من المعطيات ... المرجو زيارة هذا الموضوع : عبد السلام القيسي (1930)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.