قد يبدو للمواطن القصري أن مدينته تعيش بمنئى عن التلوث بفعل عدم تواجد صناعات ثقيلة و معامل كما هو الشأن للمدن الكبيرة ، لكن هذا ما يبدو ، و الحقيقة شي آخر . من خلال هذا المقال ، المؤسس على بحث ميداني ، كنت قمت به مع ثلة من الزملاء ، و سأستعرض من خلاله عن مظاهر التلوث في مطرح الصنادلة و المياه التي يستهلكها المواطن القصري ، إضافة إلى بعض المظاهر الأخرى للتلوث و المتعلقة دائما بالمياه الموجهة للاستهلاك اليومي . المطرح العشوائي بالصنادلة هو مطرح يقع على بعد عشر كيلومترات من مدينة القصر الكبير وتتراوح مساحته بين ثماني و عشر هكتارات ويطرح فيه حوالي عشر اطنان من الازبال يوميا الى حد الان قد تبدو هذه المعلومات عادية لكن ما يثير الاستغراب عند زيارتي الى ذلك المكان هو قرب الشديد للمطرح من الدواوير المجاورة التي لا تبعد الابأمتار قليلة عن مكان طرح الازبال المحادي أيضا للاراضي الفلاحية كما تبين الصورة اسفله . و تعتبر الفرشة المائية التي تقع تحت مطرح الصنادلة أحد مصادر الماء الصالح للشرب الذي تتزود به المدينة إضافة إلى فرشة الدرادر و سد واد المخازن . حيث تتأثر هذه الفرشة بعصارة الأزبال التي تتسرب للمياه الباطنية و التي لا يمكن معالجتها كليا . أما فيما فيما يخص فرشة الدرادر الباطنية التي تقع في جماعة العوامرة فإنها تتأثر بالمواد الكميائية المستعملة في الزراعات العصرية التي تتم مداواتها من لدن فلاحي العوامرة؛ مما يؤدي إلى تسرب هذه المواد الخطيرة إلى الفرشة المائية الباطنية رغم المجهودات التي تبذل من أجل تصفية الماء؛ لكن يبقى تأثير المواد الكيماوية بنسبة قليلة ويصل إلينا عبر الصنبور ونشرب منه دون علم منا . وأما سد واد المخازن الذي بدوره اكتشف فيه نوع من الأسماك التي تنفث سمها الذي لا يمكن القضاء عليه كليا بعد المعالجة وللاسف لم أعد اذكر اسمها . وأخيرا يجب أن لا نغفل عن الغازات التي ينفثها معمل السكر في الصيف ونفايات معمل الحليب التي يلقى بها في نهر اللوكوس. كل هاته الاشكالات البيئية يجب علينا كغيورين على مدينتنا أن نعي وجودها و خطورتها ، ونحسس سكان مدينتنا بالأخطار التي تتهدد مجالنا البيئي والمؤثرة على صحتنا على المدى البعيد .
شاحنة الصرف الصحي تلقي نفايات بشرية صورة ملتقطة منذ أربع سنوات أزبال ممزوجة مع النفايات البشرية