لا زلت أتذكر تلك الواقعة التي جرت لأحد أصدقائي في بداية مشوارنا التعليمي، والتي أرى أنه لا بأس من مشاركتها معكم أصدقائي، حيث قامت النيابة الإقليمية( المديرية حسب التسمية الحالية) قصد معالجة خصاص بإحدى الإعداديات إلى انتهاج أسلوب الضم الذي يعد الحل الأسهل لدى المسؤولين بغية إسكات صوت المطالبة بأستاذ في الإعدادي، فبعد أن كان يدرس أربعة أقسام وهي الثالث والرابع والخامس والسادس عربية، أو ما كنا نصطلح عليه بالسمطة عربية، ارتأت النيابة الإقليمية آنداك أن تكلف الأستاذ المقابل له في الفرنسية بالإعدادي، فصار هذا الصديق يدرس ثمانية مستويات، أي السمطة عربية التي كانت عنده، والسمطة الفرنسية التي أضيفت له بعد تكليف مقابله. وكان من بين ما كان أن جاءه المفتش التربوي، ووجه يعمل في قسمه النائي بأحد المداشر النائية، ولما كان صديقي نبيها بشهادة كل أصدقائنا، رحب به وتحدثا قليلا حول ظروف العمل، وبعد ذلك قال له الصديق: سيدي المفتش التربوي أرجو أن تقوم بدرس تطبيقي لكيفية تدريس هؤلاء التلاميذ حتى أستفيد من تجربتك ومن طرق التدريس التي يجب إعمالها في مثل هذه الأقسام، فأنا أجتهد اجتهادات شخصية ولكن ما دمت قد أتيت فهذه فرصة حتى أستفيد منك في منهجية تدريس الأقسام المشتركة. أجابه السيد المفتش: شوف يا أستاذ حنا مقلناش ليك قريهم، حنا كنقولو ليك غير حضيهم، ولدرتيه راه فيه الخير. فإلى متى سيستمر التعليم الابتدائي في تحمل عبء خصاص الموارد البشرية في الثانوي بسلكيه؟ أليست سياسة الضم وتكديس أقسام الابتدائي هي أحد أهم أسباب تراجع المستوى التعليمي ببلادنا؟؟ ومتى سيحين الوقت لإنصاف التعليم الابتدائي، مادام هو الحجر الأساس لجيل أفضل.؟