قد يستغرب القارئ لهكذا موقف من زعيم حزب، بالرغم من أني لا أنتمي إليه، إلا أن ما يميزه، كما كنت أحادث أصدقائي بين الفينة والأخرى أن الرجل يملك كاريزما قوية، وعنده رؤيا يعمل من أجلها، لذلك تجده يخصص ميزانية معتبرة لدعم التعليم، والبحث العلمي، لكن ما أثار فضولي أكثر هو دعوته برلمانيي الحزب للتخلي عن تعويضات أربعة أشهر، في خطوة يضاهي بها الكبار في السياسة، خصوصا أولئك في الدول المتقدمة ، ليطبق فعلا الأجر مقابل العمل عوض إطناب أذاننا بشعارات فارغة تفتقر إلى التفعيل، لا بل تفعل فقط على حساب الموظفين ، الذين لا حول لهم ولا قوة، متناسين أن التاريخ يحاسب، والله يحاسب من يقولون مالايفعلون. لذلك تبقى هذه الخطوة مقبولة، مهما كان يقصد بها السيد إلياس، الشعبوية، أو مصلحة الوطن، ولكن مع ذلك تبقى إحراجا لمن يدعي محاربة الفساد، والريع الخ،، وبالتأكيد ستليها خطوات أخرى تحمل في طياتها معاني العدل، والإنصاف، وبالتالي سيتبوأ مستقبلا باعتباره الحزب الوحيد لحد الآن حسب علمي في تاريخ المغرب السياسي، الذي اتخذ هذا القرار الشجاع، على غرار الكبار دائما، والقاضي بالتخلي عن أجرة أربعة أشهر،أ لف شكر إذن لكل من استرخص مصلحته، أمام مصلحة الوطن، التي لن ينساها لا التاريخ، ولا الأجيال القادمة،. أخيرا تقبل مني سيدي إلياس العماري فائق التقدير،والاحترام