- نزل آلاف المتظاهرين إلى الشارع الرئيس بمدينة الرباط للتظاهر تضامنا ضد ما يصفونه ب "الإنقلاب العسكري" في مصر الذي أطاح بحكم الإسلاميين. وهيمنت التيارات الإسلامية المغربية بقياداتها وأنصارها وشعاراتها على المسيرة التي حشت الآلاف ممن كانوا ينددون بحكم العسكر في مصر ويستنكرون المذابح التي تعرض لها معارضو "الإنقلاب" في مصر من مؤيدي الرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي. وشارك في المسيرة الإحتجاجية طيف من التنظيمات المحسوبة على التيارات الإسلامية المغربية، كما حضرتها وجوه حقوقية وسياسية، وغاب عنها ممثلو الصف اليساري والليبرالي، وممثلو الأحزاب المحسوبة على الإدارة في المغرب. وهذه هي أول مسيرة ضخمة من نوعها تجمع فصائل التيار الإسلامي الذين فرقت بينهم السياسة الداخلية المغربية ونجحت الأزمة المصرية في جمع شملهم. وتحركت المسيرة الضخمة في حدود الساعة العاشرة صباحا إنطلاقا من ساحة باب الأحد، وعبرت شارع الحسن الثاني قبل أن تنطلق عبر شارع محمد الخامس، الشارع الرئيس بقلب العاصمة الرباط للتوقف عند المنصة الرئيسية التي نصبت أمام محطة القطار بوسط المدينة. وبدا واضحا الحضور القوي للقطاع النسائي لجماعة "العدل والإحسان"، ولحركة "الإصلاح والتوحيد". وتقدمت المسيرة قيادات إسلامية بارزة تمثل مختلف ألوان الطيف الإسلامي في المغرب، وكان لافتا حضور الأمين العام لجماعة "العدل والإحسان" محمد عبادي الذي ينزل لأول مرة في مسيرة شعبية منذ انتخابه أمينا عاما على جماعته خلفا لمرشد الجماعة ومؤسسها عبد السلام ياسين. وإلى جانب العبادي اصطفت قيادات حركة "الإصلاح والتوحيد"، الدراع الدعوي لحزب "العدالة والتنمية" الذي يقود الحكومة في المغرب، ممثلة في رئيس الحركة الحالي محمد الحمداوي ورئيسها السابق أحمد الريسوني، كما كان لافتا أيضا حضور أحد رموز التيار السلفي ضمن الصفوف الأمامية للمسيرة هو حسن الكتاني إلى جانب قيادات من أحزاب أخرى محسوبة على الصف الإسلامي. ورفعت المسيرة شعارات من قبيل "مغاربة ضد الانقلاب الدموي... ضد المجازر بحق الشعب المصري"، كما ردد المتظاهرون شعرات أخرى تؤكد دعمهم لثورة 25 يناير، وتطالب باحترام الشرعية، وتندد بما وصفته ب "الانقلاب وداعميه في الداخل المصري والمحيط الإقليمي والدولي"، كما طالب متدخلون اعتلوا منصة الخطابة بطرد السفير المصري في الرباط. وكانت مجموعة من الهيئات الحقوقية والمدنية وهي: الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، والمبادرة المغربية للدعم والنصرة، والعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، والمركز المغربي لحقوق الإنسان، والفدرالية المغربية لحقوق الإنسان، ومنتدى الكرامة لحقوق الإنسان، قد دعت إلى تظاهرة الأحد، وساندت هذه الدعوة جماعة العدل والإحسان، وحركة الإصلاح والتوحيد.