قال عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية إن إساءة المسلمين لحكامهم "مؤامرة"، منتقدا كون الشعوب العربية والإسلامية لا تستريح إلا بعد تثبيت العمالة والخيانة والفساد على حكامها، وهذا خطأ كبير وقع فيه الإسلاميون واليساريون. واعتبر بنكيران خلال كلمة أمام برلمانيي حزبه أن دور الحركات السياسية والإصلاحية هو بدل المجهود لتقريب الشقة بين الحكام والمحكومين، لكن دون التحول إلى عملاء للأنظمة والمخابرات والأجهزة. وتوقف المتحدث على أنه كلما كان هناك تقرب من الحكام ورفع الحرج عنهم يجعلهم مرتاحين، وعند الضغط عليهم يسيرون إلى الضفة الأخرى، وهو ما لم ينتبه له حزبه والحركة نظريا، ولكن تم الانتباه له عمليا، وقد بذل "العدالة والتنمية" جهدا للتقرب من الحكام، وهذا جد جيد، معتبرا أن ما نعيشه اليوم في المغرب بفضل هذا التوجه السياسي الفلسفي. وانتقد بنكيران السير والانسياق مع التيار الشعبي الذي يفرح بشتم الحكام، متسائلا "ما هي نتيجة الشتم؟ هل سنقوم بثورة أو انقلاب؟ وماذا كان مآل الدول التي اختارت هذا التوجه؟"، مشيرا إلى العاقبة السلبية للمغرب اليوم لو كانت نجحت الثورة أو الانقلاب. ومن جهة أخرى، أشاد بنكيران بمسيرة الأحد نصرة للمقاومة الفلسطينية، مؤكدا أن المسلمين كلهم مرتبطون بالقضية، والآن يبدو أن مواقف الحكام الذين كنا نحسبهم على إسرائيل والولايات المتحدة بات فيها نصيب من المعقولية، مشيدا بحكام مصر والأردن والمملكة السعودية. وأكبر بنكيران صمود المقاومة الفلسطينية كل هذه الأيام في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة وبوارجها، معتبرا الأمر في حد ذاته انتصارا للمقاومة. ومقابل ذلك، قال بنكيران إنه ليس ممن يقولون بتحرير فلسطين الآن، فهذا ليس واقعي، لكن إذا توقف الهجوم على غزة وتم الدخول في مفاوضات، فأقل شيء ستقوم دولة فلسطينية في المستقبل. وأضاف "نأمل تحرر فلسطين كلها، لكن الواقعية تقول أن أحسن ما يمكن أن يحدث هو أن تصبح فلسطين دولة واحدة فيها اليهود والمسلمون والنصارى وهذا غير مستحيل الوقوع، وأظن أن حماس فتحت الباب لهذا الأمر.. كما أنني ليست مع من يقولون إن على اليهود الخروج من فلسطين، اليهود كانوا ولا يزالون يعيشون بين المسلمين بما في ذلك المغرب". وزاد "نحن نقول ما دام اليهود جاؤوا لفلسطين وأنجبوا أبناءهم، والكبار ماتوا، فإذا كان يهود اليوم يريدون العيش في سلام فلا مشكل، وفي تقديري تكون دولة واحدة، وهناك فلسطينيون من غير حماس يقبلون الفكرة". وأفصح الأمين العام للبيجيدي عن رغبته في توجيه رسالة للرئيس الأمريكي بايدن للإشارة فيها إلى أنه إذا أراد أن يقدم خدمة حقيقية للإسرائيليين فعليه فرض وقف الحرب واللجوء لانتخابات سابقة لأوانها تطيح بحكومة نتنياهو، ويحل محلها أناس يعودون للصواب والمعقول نسبيا. وعلاقة بتطبيع الدولة المغربية، والذي وقعه حزبه، لفت بنكيران إلى أن تطبيع الدولة فرضته حسابات بسبب التهديدات والمشاكل التي تواجهها الدولة والتي تبحث لها عن حلول حسب ما ظهر لها. ومقابل ذلك انتقد بشدة، المطبعين المغاربة، الذين خرجوا ليقولوا "كلنا إسرائيليون" منددا بهذا التصهين، ومؤكدا أن الصحافة ينبغي أن تبقى منسجمة مع مواقف الشعب التي ظهرت في مسيرة الأحد. كما أدان بنكيران وصف الطاهر بنجلون لحماس بالحيوانات، معتبرا أنه إذا كان هذا الوصف يصح فإنهم يشبهون الأسود والنمور في الشجاعة".