لا يزال الاحتجاج والإضراب يخيم على مؤسسات التعليم العمومي، رغم استمرار الحوار بين الحكومة والنقابات التعليمية، ورغم الدعوات المتكررة للأساتذة من أجل العودة للأقسام ومراعاة مصلحة التلاميذ، وإنقاذ ما تبقى من الموسم الدراسي. وفي ظل هذا الوضع السائد، أعلنت وزارة التربية الوطنية عن خطة وطنية لتدبير الزمن المدرسي، تتضمن أساسا تمديد السنة الدراسية بأسبوع، وتكييف البرامج الدراسية لجميع المستويات التعليمية، من أجل إكمال المقررات الدراسية، وتعزيز آليات الدعم التربوي من أجل مساعدة التلميذات والتلاميذ على تثبيت مكتسباتهم، وتعديل تواريخ إجراء الامتحانات الوطنية والجهوية والإقليمية الموحدة. وأكد نور الدين عكوري رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب أن هذه الخطة التي أقرتها الوزارة هي الحل الوحيد الممكن، وقد جاءت بعدة خطوات على رأسها التركيز على التعلمات الأساس، والمواد الإشهادية. وأوضح عكوري في تصريح لموقع "لكم" أن عدم تمديد الموسم الدراسي بأكثر من أسبوع مرده إلى أن هناك سقفا زمنيا لتلاميذ البكالوريا الذين هم محاصرون بتواريخ محددة لولوج المعاهد والجامعات، وفي حال تمديد الموسم لأكثر من ذلك فسيتم حرمانهم من ولوج هذه المؤسسات الجامعية، كما أن من شأن ذلك أن يؤدي إلى مشكل آخر في التعليم العالي، لذلك فإن هذه الخطة هي الممكن. وأضاف رئيس الفيدرالية أنه سيتم تقديم دروس دعم للتلاميذ خاصة خلال العطل البينية، بمقابل مادي، يبلغ 200 درهم للساعة، وهو ما اعتبره إغراء ماديا يمكن أن يحفز الأساتذة على الانخراط في تقديم هذه الدروس. وأبرز ذات المتحدث أنه في حال استمرار الأساتذة في رفض الانخراط في هذه الدروس، فسيتم اللجوء إلى أساتذة التعليم الخصوصي، وطلبة السنة الرابعة بالمدارس العليا، والأساتذة المتقاعدين. ونبه عكوري إلى الحجم الكبير للزمن الدراسي المهدور، والذي يبلغ 50 يوما من الإضراب، في حين لم يتبق من الموسم الدراسي سوى خمسة أشهر، مؤكدا أن الأسر اليوم لا تسعى سوى إلى طرد شبح السنة البيضاء، والخروج من هذه السنة السوداء. وسجل رئيس فيدرالية الأولياء أن هناك تراجعا في مستوى الإضراب، على خلفية اتفاق 26 دجنبر ومخرجات الحوار بين الحكومة والنقابات، لأن بعض الأساتذة راضين بالمخرجات، خصوصا بمؤسسات التعليم الثانوي التأهيلي، وبدرجة أقل في الإعدادي والابتدائي، في حين تأمل الأسر عودة سريعة لكل الأساتذة من أجل استكمال ما تبقى من الموسم. ولا تزال العديد من التنسيقيات متشبثة بمواصلة إضراباتها، محملة الوزارة مسؤولية هدر الزمن المدرسي، ومؤكدة أن العودة للأقسام رهينة بتحقيق كل المطالب، وقد نظمت هذه التنسيقيات مسيرة وطنية بالرباط اليوم الخميس، شارك فيها آلاف الأساتذة.