تسبب نظام الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (نارسا) والمتعلق ب"بنك الأسئلة الجديدة" في جدل واسع بالمغرب، وأثار حفيظة المترشحين وأرباب ومهنيي القطاع، بعدما اتُهمت الوكالة بتعقيد اختبار السياقة على المتقدمين له مما يؤدي إلى اصطدام بينهم وبين أرباب سيارات التعليم، وكذا قيامها بتنزيل "إصلاح أحادي الجانب" دونَ إشراك المهنيين والفاعلين الرئيسيين فيه. وقال يوسف النجيمي، الكاتب المحلي للفيدرالية الديمقراطية للشغل، قطاع سيارات التعليم في تصريح لموقع "لكم" إن الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، قامت بتنزيل نظام جديد فاجئ مهنيي القطاع، ووضعهم في موقف صعب أمام المترشحين، بعدمَا فرضت تعديل نظام الأسئلة وربط نظام التكوين ب"الانترنيت" في مدارس تعليم السياقة.
واستنكر النجيمي، إقصاء الوكالة عدد من المهنيين في عدة مدن من حصص تكوين حول النظام الجديد، مشيرا على سبيل المثال، أن أرباب القطاع في إقليمآسفي لم يستفيدوا من أي دورات تكوينية تحت وصية الوكالة. ومن جهته قال عبد العظيم باشري صاحب مدرسة لسيارة التعليم، الذي كان يحتج رفقة عدد من المهنيين وأرباب مدارس سيارات التعليم أمام المقر الإقليمي الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية في مدينة آسفي، يوم الاثنين، إن قضية ربط نظام تعليم السياقة في مدارس التعليم، تم تنزيله بعشوائية، مشيرًا إلى أن عدد من مدارس تعليم السياقة بالعالم القروي وتلك التي تكون بعيدة عن المدينة لا تتوفر على صبيب انترنيت عالي الجودة مما يحكم على هذا النظام الجديد بالفشل وبخلق مشاكل للمهنيين. "نارسا" تُعول على مهنيي سيارات التعليم والاثنين الماضي، تناقلت مصادر مهنية، أن نسبة الرسوب في امتحان رخصة السياقة بلغت 100 في المائة في بعض المدن المغربية، على غرار برشيد والقنيطرة والمحمدية والصويرة ووارززات وخريبكة، فيما لم يتجاوز عدد الناجحين في بعض المدن الأخرى مترشحا أو إثنين. وأمام موجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، وصلت إلى حد السخرية ونشر أسئلة "غريبة" في صور "مركبة" على أساس أنها متضمنة في الامتحانات، خرجت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية لتنفي هذه الأسئلة، وترد على نسبة الرسوب في الامتحان، بعدما قالت إنها وجدت تطورا جد إيجابي في نسبة نجاح المترشحين بين اليوم الأول واليوم الثاني لتنزيل بنك الأسئلة الجديدة لاجتياز الاختبار النظري للحصول على رخصة السياقة. وفي الوقت الذي دعت "نارسا" مؤسسات تعليم السياقة إلى ضرورة مواكبة المترشحين والحرص على تكوينهم بشكل جيد على المحاور الخمسة المعتمدة (الطريق، المركبة، السائق، قواعد السير والمخالفات)، أنتفض أرباب القطاع ضد الوكالة، متهمين إياها ب"الإقصاء" وعدم "توفير البيئة السليمة لتنزيل النظام الجديد". وأوضحت الوكالة، في بلاغ لها، بخصوص نسبة الرسوب، أنه من خلال تحليل المعطيات الأولية، تم استنتاج وتسجيل أن معدلات النجاح تراوحت ما بين 32/40 و39/40 بالنسبة لصنف "ب"، وبين 38/46 و42/46 بالنسبة للأصناف الأخرى. وأضافت أن أغلب المترشحين حصلوا على نتائج قريبة من معدل النجاح، حيث بلغ متوسط النقط المحصل عليها على الصعيد الوطني حوالي 23/40 في اليوم الأول، و28/40 في اليوم الثاني بالنسبة لصنف "ب"، وحوالي 27/46 في اليوم الأول و32/46 في اليوم الثاني بالنسبة للأصناف الأخرى. وأشارت إلى أن نسبة النجاح في الامتحان النظري هي 40/32 بالنسبة لصنف "ب" و46/38 بالنسبة للأصناف الأخرى. وفي هذا الصدد، دعت "نارسا" مؤسسات تعليم السياقة إلى ضرورة مواكبة المترشحين والحرص على تكوينهم بشكل جيد على المحاور الخمسة المعتمدة (الطريق، المركبة، السائق، قواعد السير والمخالفات)، والتأكد من جاهزيتهم قبل حجز مواعيد اجتياز الامتحانات الخاصة بهم، مؤكدة أنها ستقوم خلال هذه المرحلة الانتقالية بتزويد مؤسسات تعليم السياقة عن طريق منصة التعلم "Perminou" بمؤشرات حول مستوى الإجابات الصحيحة حسب المحاور بالنسبة للمترشحين المسجلين لدى كل مؤسسة. وطالبت المترشحين إلى ضرورة التسجيل والولوج إلى منصة التعلم "Perminou " التي تحتوي على مضامين شاملة بالنسبة لمختلف المحاور، والتي من شأنها تأهيلهم لاكتساب معارف كافية لاجتياز امتحان الحصول على رخصة السياقة، لافتة إلى أن المعطيات والمؤشرات المتوفرة تشير إلى أن المترشحين الذين يلجون ويخضعون للتكوين عبر هذه المنصة، يحصلون على معدلات مشرفة ويجتازون الاختبار النظري بامتياز.