اتهم عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، اليوم الخميس، النقابات ب"الاتجار بالعمال"، مشدداً على أن "الدولة الصهيونية تخلو من الإنسانية"، معتبراً أن الذين يدافعون عنها في المغرب "لا يفعلون ذلك إلا من أجل المال"، في وقت أكد فيه أن المغاربة "مناصرون للقضية الفلسطينية". واعتبر بنكيران في مهرجان خطابي لنقابته "الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب" بمناسبة فاتح ماي أن جل النقابات تأخذ الأموال وتتاجر في العمال، وقال مخاطبا الشغيلة "النقابات الأخرى إلا من رحم ربك، يتاجرون فيكم ويخوفونكم من السلطة ومن الطرد، والخوف يؤدي لهضم الحقوق".
ومقابل ذلك وصف بنكيران نقابة حزبه بالنزاهة ودعا إلى الالتحاق بها دون خوف وخاطب الشغلية "الدولة مغادير لكم والو، الدولة لا تتدخل في هذه الأمور، وإذا تدخلت سنقول لها بأن هذا الأمر ليس معقولا وسنقف في وجهها.. مال هاد الدولة هي الله!!! نحن هنا لنقف في وجه المنكر من أي جهة جاء". وهاجم بنكيران النقابات، وعلى رأسها الاتحاد المغربي للشغل ورئيسها ميلودي موخاريق، واعتبر أن النقابات متفاهمة مع الحكومة لأنها تمنح النقابيين المال ليضعوه في جيوبهم، ثم يخطبون في العمال بأنهم لن يتنازلوا.. لكن شيئا لا يحدث. كما عاد بنكيران لمهاجمة حميد شباط وأشار إلى أنه كان يقوم بالإضراب ليس خدمة لمصالح الشغيلة وإنما لمصالحه، واصفا إياه ب "الصݣع"، واعتبر أنه وجد جزاءه فهو اليوم خارج المغرب لكنه يأكل الأموال التي جمعها على حساب "المداويخ من العمال". وانتقد المتحدث كون الحكومة تخضع لمنطق "الصداع" والمشاكل والإضراب في الاستجابة للمطالب، لذلك يتم رفع أجور الموظفين وليس أجور العمال، معتبرا أن العامل أولى بالزيادة لأن أجرته هزيلة مقارنة بالموظف، ودعا لرفع أجور العمال البسطاء وعلى رأسهم عمال النظافة. وقال مخاطبا المغاربة "أخنوش يربيكم وأنتم ساكتين، أنتم من صوت عليهم، وهم عوالين يرجعو ويقدمون الوعود للتصويت عليهم من جديد"، وانتقد ذبح أخنوش 60 خروفا في مدينة أݣوراي، في زمن إلغاء الأضحية. وعرج الأمين العام للبيجيدي على القضية الأمازيغية وقال "إذا كان لدى اخواننا الأمازيغ مشكل كلنا نتعاونو باش مايبقاش.. اذا كانت تضيع بعض الحقوق او يقع التمييز، وهذا غير موجود في المغرب، و الذين يحلمون بإرجاع المغرب مثل كردستان ماتغلطوش لن تصلوا لشيء". وارتباطا بالقضية الفلسطينية، أبرز بنكيران أن المغرب كان فيه إجماع على القضية الفلسطينية، ولم يكن أحد يتجرأ بنطق كلمة ضد القضية، واليوم هناك جهات في السياسة والإعلام وهيئات رسمية وشبه رسمية يقولون نحن مغاربة ولا شأن لنا بفلسطين، وتازة قبل غزة" وذكر بنكيران بما وقع في الأندلس عندما باتت كل إمارة تنافح عن نفسها وتقول لا شأن لي بالإمارة الأخرى "حتى تشطبو كاملين". ولفت إلى أن المسلمين لا مشكل لهم مع اليهود، والمغاربة أيضا؛ فاليهود كانوا يشكلون 10% من الساكنة المغربية إلى أن أخرجهم الصهاينة رغما عنهم وبالمؤامرات والتخويف والإهانة والأموال، وذهبوا بهم لفلسطين. لكن إذا كان المسلمون لا يعادون اليهود فالعكس صحيح، يضيف بنكيران، والدليل ما يقع في غزة. وأكد بنكيران أن الدولة الصهيونية لا إنسانية فيها، واعتبر أن من يدافعون عنها في المغرب من أجل المال، فإنما يضعون في جيوبهم أموال الجرائم، وهي لا تختلف عن أموال الدعارة وغيرها. وأشار إلى أنه لو فتح باب الذهاب للقتال في فلسطين فلن يتوقف سيل المغاربة. وفي ذات الصدد دعا رئيس الحكومة الأسبق الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون إلى الاعتراف بفلسطين قبل مغادرة منصبه، ووصفه بالمذلول.