دعت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين "لجنة القدس" التي يترأسها الملك محمد السادس إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية، والخروج من الصمت، والتعبير عن موقف عملي وحازم تجاه الانتهاك المتكرر لقدسية المسجد الأقصى، بما يليق بمكانة المغرب وعمق ارتباطه التاريخي بفلسطين، داعية إلى الانخراط المكثف في وقفة احتجاجية أمام البرلمان مساء غد الجمعة. وعبرت المجموعة في بيان عن أساها واستنكارها لما تعرض له المسجد الأقصى، يوم الإثنين 26 ماي الجاري، من اقتحام همجي من طرف أكثر من 1420 يهوديا صهيونيا متطرفا، ضمن ما يسمى ب"مسيرة الأعلام"، تخللتها طقوس تلمودية علنية داخل باحات الأقصى، بما في ذلك "السجود الملحمي"، وهتافات عنصرية وسباب في حق الرسول محمد -عليه الصلاة والسلام-، في مشهد يعكس أعلى درجات التوحش والإهانة المتعمدة لمشاعر الأمة الإسلامية.
وقالت المجموعة المغربية إن هذا الاقتحام، يأتي في سياق الانتهاكات الصهيونية المتكررة للمسجد الأقصى، والتي شكّلت إحدى الأسباب المركزية لانطلاق معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023، والتي كانت ردًا طبيعيًا على جرائم الاحتلال والمد التطبيعي المخزي. ونبهت المجموعة إلى استمرار آلة التهويد والاقتحامات، مدعومة بالصمت المتواطئ للمطبعين الذي تجاوز كل الحدود في وقت تسعى فيه بعض الدول الأوروبية إلى مراجعة تحالفاتها مع الكيان الصهيوني بل وإلى فرض عقوبات عليه ومحاصرته . واعتبر البيان هذا الاقتحام عدوانًا صريحًا على حرمة المسجد الأقصى، واستفزازا لمشاعر المسلمين وامتدادًا لنهج الاحتلال القائم على اقتلاع، وإذلال، وتدنيس كل ما يرمز لهوية القدس الإسلامية. ومن جهة أخرى، أدانت المجموعة بشدة مشاركة الجيش المغربي في مناورات عسكرية موثقة بالصوت والصورة مع جيش الاحتلال الصهيوني، معتبرة أن هذا الأمر يسيء إلى تاريخ المغرب في دعم القضية الفلسطينية ويتعارض مع نبض الشعب المغربي. وختمت المجموعة بلاغها بالتأكيد على أن الارتباط التاريخي بين المغاربة والقدس (من خلال حارة المغاربة وتضحيات الجنود المغاربة في معارك فلسطين التاريخية) لا يمكن أن يُمحى باتفاقيات خيانة وصفقات العار.