صدر حديثًا عن دار النشر سيلكي أخوين مؤلَّف جديد للباحث مصطفى أعراب بعنوان "انتفاضة الريف 1958، نهاية حلم الخطابي"، في 212 صفحة من الحجم العادي. يتناول الكتاب إحدى أكثر الفترات تعقيدًا في تاريخ المغرب الحديث، مرحلة ما قبل وما بعد الاستقلال، من خلال تسليط الضوء على الدور المحوري لمحمد بن عبد الكريم الخطابي، والصراع الذي احتدم بين مشروعين لمستقبل البلاد: مشروع الحركة الوطنية المرتبط بالتسوية مع فرنسا، ومشروع الخطابي الداعي إلى التحرير الكامل دون قيد أو شرط.
يعرض المؤلف خلفيات الصراع بين القوى الوطنية وحلفائها الاستعماريين، والمناورة الفرنسية التي رعتها حكومة إدغار فور لتطويق الخطر الثوري القادم من القاهرة، حيث كان الخطابي ينشط سياسيًا وعسكريًا إلى جانب مناضلين مغاربة وتونسيين وجزائريين. كما يوثق لسياقات اندلاع انتفاضة الريف سنة 1958، التي كانت بمثابة محاولة ثانية لاستكمال مشروع التحرير بعد تجربة 1921-1926. يأتي هذا الإصدار ليغني رصيد الكتابة التاريخية حول الريف، مؤكدًا على أهمية قضايا الذاكرة والتاريخ في حفظ الوعي الجماعي وصون إرث المقاومة، بما يتيح للأجيال الجديدة قراءة أحداث الماضي بعيدًا عن الروايات الرسمية الناقصة أو الموجهة.