في الساعات الأولى من صباح الاثنين 18 غشت 2025، وأثناء جولة اعتيادية لإحدى الدوريات المتنقلة التابعة لمركز الدرك الملكي بمولاي عبد الله، صادف عناصر الدورية قاصراً يفترش الأرض بأحد أزقة دوار الخفيضان التابع للجماعة. وبعد التحقق من هويته، تبيّن أن الأمر يتعلق بالطفل اسمامة بالمودن بن يوسف، البالغ من العمر 14 سنة، والمنحدر من جماعة أيت عميرة بإقليم شتوكة أيت باها. القاصر صرّح أنه قدم يوم 12 غشت إلى موسم مولاي عبد الله قصد الترفيه رفقة صديق، قبل أن يلتقي بوالده الذي رافقه لأيام معدودة، غير أن الزحام الشديد يوم 15 غشت حال دون مواصلة مرافقة والده، ليجد نفسه وحيداً ويضطر إلى الاشتغال مع أحد الباعة المتجولين طيلة أيام الموسم، ثم النوم في العراء بعد انفضاض التظاهرة. حرصاً على سلامته، اقتادته عناصر الدرك إلى المركز، حيث أُشعرت النيابة العامة المختصة بالأحداث، والتي أصدرت تعليماتها الفورية بمحاولة ربط الاتصال بذويه، وفي حال تعذر ذلك، اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لتسليمه إلى من له الحق في رعايته. الحادثة أعادت إلى الواجهة سؤال المسؤولية الأسرية، خصوصاً أمام المخاطر التي قد تهدد الأطفال في مثل هذه الظروف. فغياب المراقبة الأسرية، وترك القاصرين عرضة للتشرد أو الاستغلال، يُشكل تقصيراً خطيراً قد يترتب عنه مسؤولية قانونية وجنائية في حق الأولياء. إن تدخل الدرك في هذه الواقعة يعكس يقظة الجهاز الأمني وحرصه على حماية الفئات الهشة، لكنه في الوقت نفسه يُوجه إنذاراً للأسر بضرورة تحمّل كامل مسؤولياتها تجاه أبنائها.