لا تزال العديد من الأسر المغربية عالقة في خضم المأساة التي يعيشها قطاع غزة منذ حوالي سنتين، وهي المعاناة المصحوبة بنداءات متكررة لسلطات البلاد من أجل التدخل وضمان ترحيل العالقين. وفي رسالة مفتوحة إلى وزير الخارجية ناصر بوريطة، جددت رابطة مغاربة غزة مطالبتها بإجلاء المغاربة العالقين في القطاع، منبهة إلى الأوضاع المأساوية التي يتخبطون فيها، في وقت تستمر فيه دول أخرى في إجلاء رعاياها بشكل يومي، عبر الأردن.
وأكدت الرابطة يأن هناك مغاربة من النساء والأطفال وكبار السن ما زالوا عالقين في غزة، يعانون من ظروف أقل ما توصف به أنها كارثية؛ حيث القتل العشوائي والتشرد بخيام وبدونها أحيانا، إضافة إلى الجوع القاتل، وتفشي الأمراض بينهم نتيجة تدمير البنية التحتية والغياب الكلي للنظافة، فضلا عن عدم وجود أدوية وماء صالح للشرب. وأشارت الرسالة إلى أنه بعد إغلاق معبر رفح، يتم إجلاء الأجانب المقيمين في غزة يوميا عبر معبر "كرم أبو سالم" بواسطة الصليب الأحمر الدولي، حيث يتوجه العالقون إلى عمان ومنها إلى بلدانهم، بعد أن يتم التنسيق بين سفارات الرعايا والصليب الأحمر، وذلك بتقديم كشف العالقين المراد إجلاؤهم من قبل سفارات بلادهم للصليب الأحمر الدولي. ولفتت الرسالة انتباه بوريطة إلى أن أوضاع العالقين مأساوية في ظل الإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة، وقد تشتت الكثير منهم مع عائلاتهم بعد تدمير منازلهم. وبالكاد استطاعت رابطة مغاربة غزة أن تصل إلى البعض منهم، ومن غير المعروف من استشهد منهم ومن لا يزال على قيد الحياة. وجاء في رسالة الرابطة "السيد الوزير، وبصفتك وزيرا للمغاربة المقيمين في الخارج، نضعك أمام مسؤولياتك التي ينص عليها الدستور لإجلاء العالقين قبل فوات الأوان". وتغيب المعطيات الرسمية بخصوص عدد المغاربة الذين استشهدوا في حرب الإبادة الصهيونية على غزة، في حين تفيد وزارة الخارجية في أرقامها، أنه تم إجلاء خمسة أفواج من المغاربة العالقين بقطاع غزة وعائلاتهم، حيث بلغ عدد المستفيدين من هذه العملية 369 شخصا. وتعطل إجلاء المغاربة العالقين منذ عام ونصف، وبالضبط منذ 8 أبريل 2024، حيث قال وزير الخارجية "إن تكثيف الأعمال العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وما تلى ذلك من إغلاق للمعابر الحدودية وتعقيدات الوضع الأمني، اضطر المغرب على غرار دول أخرى، إلى تعليق عمليات إجلاء مواطنيه من القطاع، في انتظار توفر الظروف الملائمة لاستئناف هذه العمليات".