رفعت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة أعداد المُتفرِّغات والمُتفرِّغين لدى النقابات. وقد استفادت النقابات التعليمية بقطاع التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة من أكثر من 250 تفرغًا نقابيا مُنحت برسم الدخول المدرسي الجديد 2025/2026، وفق معطيات حصل عليها موقع "لكم". وبحسب المصدر نفسه، فإن الزيادة في أعداد التفرغات النقابية تأتي على خلفية منح إحدى النقابات التعليمية عشرة تفرغات نقابية، وهي النقابة التي تم استبعادها من الحوار القطاعي لكونها لم تحقق العتبة المطلوبة. وبمقتضى هذه التفرغات، يُمنح المتفرغون النقابيون رواتبهم كاملة غير منقوصة، ولا يتم اقتطاع أي درهم منها، وسط غليان داخلي من قبل نساء ورجال التعليم بسبب "تحفيظ" متفرغين نقابيين لتفرغات لسنوات داخل عدد من النقابات، دون معايير واضحة، مما دفع بعضهم إلى تجميد عضويتهم، بينما قرر آخرون مغادرة نقاباتهم والاعتزال النقابي أو الانتقال إلى تنظيم نقابي آخر، مع قرب موعد انتخابات اللجان الثنائية في يونيو 2026.
ومما يثير غضب الفاعلين النقابيين، أن عددا من المستفيدين من التفرغات النقابية هم زوجات مسؤولين ومنتخبين، منهم وزير سابق وبرلمانيون ورجال أعمال ونحوهم. هؤلاء يتفرغون لأعمالهم الشخصية والأسرية، ويتقاضون من المال العام رواتبهم دون أن يؤدوا أي خدمة عمومية لفائدة أبناء وبنات الشعب، في ظل العجز الذي يعاني منه القطاع. هذا بالإضافة إلى الموظفين الذين تم وضعهم رهن إشارة الهيئات والمنظمات التي يتدخل نقابيون، بصفات أخرى، لضمان حصول مقربين منهم – ممن هجروا فصول الدراسة بعدما استفادوا من تنقلات – على هذه الامتيازات، جبرًا للخواطر وتأمينًا لأنصار لهم مع قرب انتخابات اللجان الثنائية بالقطاع. وهو ما يستنزف من ميزانية البلاد أكثر من 300 مليون سنتيم شهريا، أي ما يفوق ثلاثة ملايير ونصف المليون سنتيم سنويا. ويتم تجديد هذه التفرغات سنويا لفائدة أعضاء النقابات وزوجاتهم، مع الاحتفاظ بالراتب والأجر دون أي اقتطاع طيلة الموسم الدراسي 2024/2025، وفق المعطيات نفسها. وكانت الوزارة قد اعتمدت العام الماضي على نتائج لجان إحصاء الأصوات المركزية والجهوية، البالغ مجموع مقاعدها 498 مقعدا، عبر منح كوتا تفرغ يعادل نصف عدد المقاعد المحصَّل عليها في اقتراع 16 يونيو 2021. ثم قامت برفع هذه "الكوطا" في الدخول المدرسي 2025/2026 بإضافة مقاعد جديدة لها، جرى التكتم عليها وأثارت نقاشا داخليا في الأوساط النقابية وداخل منظومة التربية والتكوين بالمغرب.