قال المحامي المغربي عبد الحق بنقادى، إن أي اعتداء إسرائيلي على أسطول الصمود العالمي يعد "قرصنة بحرية وخرقا للقانون الدولي" تترتب عليه "مسؤولية وعقاب"، وأكد أن الأسطول مبادرة "إنسانية سلمية" لتقديم المساعدات لقطاع غزة. وفي مقابلة خاصة مع الأناضول، أوضح بنقادى أن "طاقم الأسطول يتوقع من الكيان الإسرائيلي المحتل أن يقوم بأي شيء من شأنه منع الأسطول" من الوصول إلى غزة وكسر الحصار المستمر منذ أكثر من 18 عاما.
وأكد أن "التعامل مع أي اعتداء محتمل سيكون وفقا لمقتضيات القانون الدولي والآليات القانونية للمتابعة وترتيب المسؤولية والعقاب". وأشار إلى أن أسطول الصمود العالمي يضم فريقا قانونيا من محامين مكلفين بمواكبة المبادرة والدفاع عنها. وسبق أن مارست إسرائيل القرصنة ضد سفن سابقة أبحرت فرادى نحو غزة، إذ استولت عليها، ورحّلت الناشطين الذين كانوا على متنها. ويضم أسطول الصمود العالمي نحو 50 سفينة، يشارك على متنها نشطاء من دول أوروبية وأمريكا اللاتينية والولايات المتحدة وباكستان والهند وماليزيا. ونهاية غشت الماضي، انطلقت عدة سفن ضمن الأسطول من ميناء برشلونة الإسباني، تبعتها سفن أخرى فجر 1 شتنبر الجاري، من ميناء جنوة شمال غربي إيطاليا. وفي 16 شتنبر الحالي، أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، أن سفن الأسطول ستجتمع قرب مالطا كي تبحر معا في البحر المتوسط باتجاه شواطئ غزة، دون تحديد موعد لذلك. وتعد هذه أول مرة يبحر فيها هذا العدد من السفن مجتمعة نحو قطاع غزة، الذي يعيش فيه نحو 2.4 مليون فلسطيني. مبادرة إنسانية تضامنية بنقادى، ممثل اتحاد المحامين العرب في الأسطول، قال إن الأسطول يهدف إلى "كسر الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة منذ حوالي 18 سنة من طرف الاحتلال الصهيوني، وفتح ممر إنساني بحري لإيقاف جريمة التجويع التي يمارسها الاحتلال كوجه من أوجه الإبادة الجماعية". وأكد أن هدف الأسطول أيضا هو "تقديم مساعدات غذائية وإغاثية وطبية لسكان قطاع غزة". ومنذ 2 مارس الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة مانعة دخول أي مواد غذائية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده. وتسمح إسرائيل أحيانا بدخول مساعدات محدودة جدا لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين ولا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها. وأضاف بنقادى: "أسطول الصمود العالمي مبادرة عالمية إنسانية سلمية مؤطرة بقواعد ومقتضيات القانون الدولي، خاصة اتفاقية جنيف الرابعة وقانون البحار الدولي والقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان". وشدد على أن "الأسطول قبل أن يكون مبادرة إنسانية لكسر الحصار، فهو حملة عالمية تضامنية بامتياز للتعريف بعدالة القضية الفلسطينية وفضح كل مخططات وجرائم الاحتلال الصهيوني عبر الإعلام ومختلف شبكات التواصل الاجتماعي". وأوضح أن جنسيات المشاركين بالأسطول فاقت 100 جنسية من مختلف القارات، الأمر الذي يساعد في تحقيق مهمة الأسطول. وقال المحامي المغربي: "نحن على متن سفينة قيصر والتي اخترنا لها اسم 'صمود'، ويبلغ عدد أفرادها 13 مشاركا ضمن أسطول الصمود العالمي من جنسيات مغاربية وأجنبية، مثل تونس والمغرب والجزائر وتركيا وإندونيسيا". وأوضح أن طاقم السفينة مكون من نشطاء بمختلف الأعمار والاهتمامات، حيث يوجد على متنها محام وصحفي وفنان وصانعي محتوى وفاعلين مدنيين وحقوقيين وسياسيين. وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفا و283 قتيلا، و166 ألفا و575 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا، حتى مساء الأحد. تنسيق قانوني وبحسب المحامي المغربي، يتوقع طاقم الأسطول "قيام إسرائيل بالاعتداء على الأسطول أو المشاركين فيه، أو عمل أي شيء من شأنه منع أو إفشال الأسطول". وقال: "التجارب السابقة خير دليل على سجل الكيان الاجرامي بهذا الصدد، خاصة وأن الاعتداء الصهيوني استهدف سفن الأسطول قبل انطلاقها بميناء سيدي بوسعيد بتونس بواسطة مسيرات، وتخريب سفن أخرى بإيطاليا". وأكد أن "التعامل مع أي اعتداء محتمل في كل الأحوال سيكون وفقا لمقتضيات القانون الدولي والآليات القانونية للمتابعة وترتيب المسؤولية والعقاب". وأشار إلى أن الأسطول يضم فريقا قانونيا من محامين يقومون بمواكبة المبادرة وتوعية المشاركين قانونيا، وعمل الإجراءات القانونية اللازمة قبل الإبحار، وكذلك التعاون من محامين في الأراضي الفلسطينية المحتلة بهدف المساعدة القانونية وتمثيل المشاركين والدفاع عنهم في حالة الاعتقال على متن الأسطول ومتابعة إجراءات الترحيل. وأوضح بنقادى أن "اتحاد المحامين العرب منظمة دولية وعربية تضم أكثر من مليون محام، وحظيت بشرف ومسؤولية المشاركة في الأسطول". وقال إن النظام الأساسي للاتحاد يؤكد ضرورة إسناد ودعم القضية الفلسطينية، لذا فهو "حريص كل الحرص على المساهمة في انجاح المهمة الإنسانية النبيلة". وأشار إلى أن الاتحاد الدولي للمحامين على إطلاع بمشاركة اتحاد المحامين العرب في الأسطول، ويقوم بدوره في مراسلة جميع الجهات الدولية لتوفير الحماية القانونية للأسطول.