أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، عن موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خطة لإنهاء الحرب في غزة، موجة من الانتقادات والتشكيك في جدواها من جانب محللين وخبراء في الشأن الدولي. وبحسب تفاصيل الخطة التي كشفها البيت الأبيض، تشترط المبادرة أن تعيد حركة حماس جميع الرهائن الإسرائيليين الذين أُسروا خلال هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، مقابل إطلاق سراح نحو ألفي أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية. كما تنص على استبعاد حماس من أي دور في إدارة القطاع بعد الحرب، مع تكليف لجنة فلسطينية "تكنوقراطية وغير سياسية" بتسيير الخدمات العامة والبلديات بشكل مؤقت.
وتضمن العرض تراجع ترامب عن مواقفه السابقة الداعية إلى تهجير الفلسطينيين، مؤكداً أنه "لن يُجبر أحد على مغادرة غزة"، وأن من يختار المغادرة سيكون حرّاً في العودة لاحقاً. كما شدّد على أن إسرائيل لن تسيطر على القطاع عسكرياً، في تناقض مع تصريحات متكررة لنتنياهو حول نيته فرض سيطرة كاملة. لكن المقترح قوبل بانتقادات حادة. وقال مات داس، نائب الرئيس التنفيذي لمركز السياسة الدولية ومستشار السياسة الخارجية السابق للسناتور بيرني ساندرز، إن الخطة "ليست جديّة لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، معتبراً أنها امتداد ل"سلسلة أكاذيب على مدى ثلاثين عاماً" ولا توفر أرضية واعدة لحل دائم. وانتقد داس تعهد ترامب بتقديم "الدعم الكامل" لإسرائيل لمواصلة عملياتها في غزة إذا فشلت الخطة، معتبراً ذلك دليلاً على استمرار واشنطن في دعم العنف ضد المدنيين الفلسطينيين. وإن رحّب داس بتراجع الإدارة الأمريكية عن خيار الطرد القسري، فقد حذّر من أن النص يترك لنتنياهو "فرصاً عديدة للتراجع عن التزاماته كما حدث في السابق". من جهته، أبدى الصحافي ريان غريم من موقع Drop Site News تشككه في قدرة الاتفاق على الصمود، مغرداً على منصة "إكس": "سأنتظر لأرى كيف سيعمل نتنياهو على إفشاله بمجرد مغادرة ترامب البيت الأبيض". أما تريتا بارسي، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي للحكم الرشيد، فاعتبر أن إجبار نتنياهو على تقديم اعتذار رسمي لقطر بعد استهداف قادة من حماس على أراضيها هذا الشهر يُظهر أن واشنطن تملك أدوات ضغط حقيقية على إسرائيل حين تختار استخدامها، لكنها غالباً ما تُحجم عن ذلك.