تتجه الأنظار مساء اليوم في الدوحة إلى واحدة من أقوى آخر مباريات دور المجموعات بكأس العرب، عندما يلتقي المنتخب الوطني المغربي بنظيره السعودي في مواجهة وُصفت بنهائي قبل الأوان، لما تحمله من وزن فني وتنافسي، ولأنها ستُحدد هوية المتصدر والوصيف في المجموعة الثانية، قبل العبور إلى ربع النهائي وملاقاة إما منتخب فلسطين أو سوريا. ويدخل منتخب أسود الأطلس الرديف هذه القمة بطموح إعادة تثبيت الشخصية القوية التي ظهروا بها خلال اللقاء الافتتاحي بالمجموعة، ورغبة في إنهاء الدور الأول في الصدارة، بينما يخوض المنتخب السعودي المباراة بعزيمة لا تقل شراسة، بحثا عن مقعد ضمن المرتبتين الأولى أو الثانية، لضمان مقعد مستحق في ربع النهائي. ورغم أن مرحلة المجموعات لم تنته بعد، إلا أن قيمة المنتخبين جعلت هذا اللقاء يأخذ طابعا إقصائيا مبكرا، وكأنه مباراة نهائية تحدد معالم المسار المقبل. الأمر المؤكد أن نتيجة هذه القمة سترسم بشكل مباشر مسار كل منتخب في الأدوار القادمة، سواء بمواجهة منتخب فلسطين أو سوريا، وكل منهما يعد خصما عنيدا، لكن هوية المتصدر والوصيف ستلعب دورا مهما في طبيعة المواجهة المقبلة. فالصدارة تمنح أفضلية معنوية، بينما تفرض الوصافة مسارا قد يكون أكثر كثافة وتنافسا. ومن المنتظر أن تلعب المباراة بتفاصيل صغيرة ودقيقة بين الطرفين، خصوصا وانها تجمع بين طموح التأهل وسباق الزعامة، وبين منتخبين يسعيان لكتابة صفحة جديدة في سجل الكرة العربية. وبذلك ستكون الدوحة اليوم على موعد مع نهاية قبل الأوان وقمة قد تختصر ملامح الطريق نحو المربع الذهبي.