عبّر الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي عن تضامنه مع الشباب المغربي الذي يقود منذ أسابيع موجة احتجاجات غير مسبوقة، مؤكداً أنه يتابع الأحداث "لحظة بلحظة" من منفاه في فرنسا، حيث يقيم منذ سنوات. وقال المرزوقي، في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية في فيسبوك، إن "كل ما يجري في المغرب بالنسبة لي بأهمية ما يجري في تونس"، مضيفاً أنه يتابع التحركات الشبابية "بموقف المحبّ الحريص على استقرار المغرب وتواصل تقدمه المدهش وتحقيق أحلام شبابه الأبي".
المرزوقي اعتبر أن الطابع السلمي الذي ميّز تظاهرات "جيل زد" في المغرب يعكس "نضجاً سياسياً"، مشيراً إلى ما أسماه "النواهي الثلاث" التي التزم بها الشباب خلال خروجهم إلى الشارع: رفض الكلام النابي، رفض العنف ضد الشرطة، ورفض تدمير الممتلكات العامة. ورأى أن هذه المقاربة "هي السبيل الأمثل لبلوغ التهدئة وتحقيق الإصلاحات المطلوبة". الرئيس التونسي الأسبق أبدى ثقته في أن الملك محمد السادس سيتعاطى مع هذه الأزمة ب"الحكمة نفسها التي أظهرها في 2012″، حينما استجاب لمطالب اجتماعية آنذاك، وهو ما اعتبره المرزوقي سبباً في "تجنّب المغرب الثمن الباهظ الذي دفعته شعوب أخرى من جراء الثورة المضادة التي أجهضت – مؤقتاً – آمال الحرية والعدالة والكرامة". ويشهد المغرب منذ يوم السبت الماضي موجة احتجاجات شبابية واسعة أطلقتها حركة تطلق على نفسها "جيل زد"، خرجت من الفضاء الرقمي إلى الشارع رافعة شعارات اجتماعية واقتصادية، ومطالبة بتحسين خدمات الصحة والتعليم وتوفير فرص العمل. وقد حرصت الحركة على التمسك بسلمية الاحتجاج رغم بعض أعمال العنف المتفرقة التي شهدتها مدن عدة. وختم المرزوقي تدوينته قائلاً: "لا بد لليل أن ينجلي"، في إشارة إلى ثقته بأن المغرب سيتمكن من تجاوز هذه الأزمة عبر الإصلاح والاستجابة لمطالب الشباب.