1. الرئيسية 2. المغرب "التقدم والاشتراكية" يدعو شباب الاحتجاجات للتشبث بالسلمية ويحذر من الانزلاق للعنف الصحيفة من الرباط الأربعاء 1 أكتوبر 2025 - 17:04 في خضم استمرار التظاهرات التي يقودها "جيل Z" عبر عدد من المدن، خرج حزب التقدم والاشتراكية بموقف داعم للمطالب الاجتماعية المرفوعة، لكنه في الآن نفسه حذّر من الانزلاق نحو العنف أو التخريب، باعتبار أن ذلك من شأنه أن يسيء إلى جوهر هذه المطالب ويُفقدها عمقها المشروع. وشدد حزب "الكتاب"، في بيان رسمي له توصلت "الصحيفة " بنسخة منه، على أن التعبيرات الشبابية التي برزت في الساحة السياسية والاجتماعية خلال الأسابيع الأخيرة أظهرت أن صوت الشباب وصل، وأن رسالتهم حظيت بتأييد واسع، وهو ما يستوجب بحسب الحزب التوقف عند هذا المنجز دون الانجرار وراء مواجهات غير محسوبة قد تُفرغ هذا الحراك من قيمته. الحزب دعا الشباب إلى التشبث بالطابع السلمي والحضاري لتحركاتهم، باعتباره السبيل الأنجع لإبقاء الاحتجاج مصدرا للقوة والضغط الإيجابي من أجل إصلاحات جذرية، مذكّرا بأن أي لجوء إلى العنف أو الاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة أو الدخول في مواجهات مع القوات العمومية من شأنه أن يغير مسار الحركة ويُحوّلها إلى عكس أهدافها. وفي المقابل، أكد الحزب أن أفضل أسلوب للتعامل مع هذا الحراك الشبابي هو فتح قنوات الحوار والإنصات والتفاعل المسؤول من طرف الدولة، معتبرا أن المقاربة الأمنية أو التعامل الفوقي لا يمكن إلا أن يُفاقم منسوب الاحتقان، في حين أن الاحتضان السياسي والاجتماعي للمطالب يُشكل مدخلا حقيقيا نحو التهدئة والإصلاح. وشدد الحزب على أن تحسين الأوضاع الاجتماعية لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال ممارسة سياسية رصينة تقوم على الصدق والإنصات للمواطنين، داعيا إلى إعادة الاعتبار للعمل السياسي النبيل وتعزيز دور الوسائط المجتمعية من أحزاب ونقابات وجمعيات. وحذر رفاق بنعبد الله من استمرار الحكومة في نهج سياسة الإنكار والتقليل من حجم الأزمة، حيث لاحظ أن الخطاب الرسمي يكرر بأن "الأوضاع على ما يرام" رغم وجود هوة واسعة بين الوعود والواقع المعيش. كما لفت الحزب الانتباه إلى قضايا أخرى ترتبط بالحكامة في تدبير الشأن العام، حيث اعتبر أن عددا من الشباب الذين خرجوا للاحتجاج إنما عبّروا عن رفضهم لمظاهر الفساد وسوء التدبير، وهو ما يتطلب مراجعة عميقة للسياسات العمومية وإجراءات عملية لإعادة الثقة وسجل حزب التقدم والاشتراكية أن ما يزيد من غضب الشارع هو هذا الاستخفاف الذي تبديه الحكومة تجاه نداءات وتحذيرات الفاعلين السياسيين والاجتماعيين، معتبرا أن استمرارها في هذا النهج قد يدفع بالأوضاع إلى مزيد من التعقيد، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى قرارات جريئة تعيد الثقة وتفتح أفقا جديدا أمام الشباب الذين يطالبون بمستقبل أفضل.