أفاد نشطاء من تنسيقية ضحايا زلزال الحوز، أن أحد المتضررين لقي حتفه داخل خيمته البلاستيكية أمس الثلاثاء، بدوار العرب بجماعة أسني، بعد أزيد من سنتين من المعاناة، في وقت شرعت فيه السلطات في إزالة ما بقي من خيام، رغم قساوة الطقس. وأعادت الوفاة للواجهة، مشهد احتراق إحدى الخيام قبل أشهر ووفاة ضحية آخر، وهو ما يعكس معاناة الأسر المتضررة داخل خيام مهترئة، لا تتوفر فيها أدنى شروط العيش الكريم، والأخطار المحدقة بها.
وتعليقا على الوفاة، قال منتصر إثري، عضو تنسيقية ضحايا الزلزال، إنه وفي انتظار نتائج التشريح الطبي لتحديد سبب الوفاة، فإن ما وقع هو نتيجة طبيعية لمعاناة استمرت لأزيد من عامين. فالضحايا يعيشون معاناة قاسية داخل الخيام، ومعاناة نفسية مرهقة بسبب الحكرة والإقصاء من التعويضات، إضافة إلى ما شاب ملفات الأسر من خروقات وتلاعبات كثيرة. وقال إثري في تدوينة "بدل أن تتفاعل السلطات مع الشكايات المقدّمة ضد بعض أعوان السلطة وتعمل على تحديد المسؤوليات، تعاملت معها بمنسوب كبير من الاستهتار واللامبالاة. وبدل البحث عن حلول، سارعت إلى تحريك الجرافات لإزالة الخيام، وهي السياسة نفسها التي طُبّقت في مختلف الجماعات والقيادات مباشرة بعد الجدل الذي شهدته جلسة البرلمان يوم الاثنين". وأكد الناشط أن "الحلّ ليس في إزالة خيامنا ولا في الاستقواء على الضعفاء والمساكين؛ الحل بسيط؛ الإصغاء لآهات الضحايا، وتسوية ملفاتهم، وتعميم التعويض على كل المتضررين، ومحاسبة من تسبب في معاناتهم مع الإقصاء من الدعم والتعويضات المخصصة للأسر المتضررة.. غير ذلك لن تنتهي المعاناة". وعبر نشطاء من ضحايا الزلزال عن أملهم في وضع حد لهذه المعاناة، والعمل على تسوية ملفات الضحايا المقصيين والمحرومين من أجل إعادة بناء منازلهم، بعيدا عن لغة التهديد، رافضين محاولة الحكومة عبر وزيرة الإسكان تسويق "إنجازات ورقية"، في وقت يظل فيه الواقع في الجبال صادما ومختلفا تماما.