قالت نقابة "الكونفدالية الديمقراطية للشغل" إن السياق الوطني مطبوع بالغلاء وضرب القدرة الشرائية، وتفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وبأحداث مؤلمة آخرها فاجعة فاس وفيضانات آسفي، إلى جانب تكريس مظاهر الفساد وتعميق التفاوتات المجالية والاجتماعية، وتعطيل الحوار الاجتماعي واستمرار مسلسل التضييق على العمل النقابي وضرب الحريات. وتقدمت "الكونفدرالية" في بيان لمكتبها التنفيذي، بتعازيها ومواساتها إلى أسر وضحايا فاجعة فاس وفيضانات آسفي وغيرها من الأقاليم، على إثر هذه الأحداث الأليمة التي هزت الوجدان الجماعي، معتبرة أن ما وقع ليس أثر لواحدث معزولة، وليس مجرد أحوال مناخية فقط، بل نتيجة مباشرة للفساد ولسياسات عمومية فاشلة، ولهشاشة البنيات التحتية.
وأكدت النقابة أن هذه الفواجع تجسد واقع مغرب يسير بسرعتين ليس فقط على المستوى المجالي وتوزيع الاستثمارات العمومية، بل أيضا على مستوى التعاطي الحكومي مع الكوارث الطبيعية، مما يفرض ربط المسؤولية بالمحاسبة ومراجعة جذرية للأولويات العمومية. وعلى صعيد آخر، اعتبرت المنظمة النقابية أن التضخم لم يتراجع عمليا طالما هناك استمرار ارتفاع الأسعار وتدهور القدرة الشرائية للمواطنات وللمواطنين، مستنكرة استمرار استفادة لوبيات نافذة من مراكمة أرباح فاحشة غير مشروعة (المحروقات الأدوية وغيرها). وشجبت كل أشكال التضييق على الحريات النقابية والمس بحق التنظيم والإضراب ضدا على مقتضيات الدستور والاتفاقيات الدولية ذات الصلة، مستنكرة انصل الحكومة من تنفيذ التزاماتها الاجتماعية واستمرارها في تعطيل الحوار الاجتماعي، داعية الحكومة وأرباب العمل إلى احترام الحريات النقابية وفتح حوار اجتماعي مسؤول، وتوسيع مجال التعاقدات الاجتماعية بما يؤمن الاستقرار الاجتماعي. وتطرقت النقابة إلى استمرار معاناة الشعب الفلسطيني في غزة في ظل حرب الإبادة الجماعية وقساوة الطقس وأحوال الطبيعة، أمام تجاهل المنتظم الدولية.