انتقد حزب العدالة والتنمية، المعارض، ما وصفه ب "التخبط والارتباك" في أداء الحكومة، داعياً إلى ضمان شروط تنظيم انتخابات تشريعية «حرة ونزيهة وشفافة»، وذلك في بيان صدر عقب الاجتماع العادي لأمانته العامة المنعقد يوم السبت بالرباط. وقال الحزب، الذي يقوده عبد الإله بنكيران، إن عملية التسجيل في اللوائح الانتخابية تشهد اختلالات تستوجب تدخلاً حكومياً عاجلاً، مع إطلاق حملة تواصلية وطنية واسعة لتحفيز المواطنين على المشاركة السياسية، وفتح وسائل الإعلام العمومية والخاصة أمام نقاش عمومي حول القضايا الاجتماعية والاقتصادية.
وانتقد الحزب بشدة ما اعتبره "إهداراً للزمن التشريعي"، متهماً الحكومة بعدم التعامل بالجدية المطلوبة مع الحق الدستوري في الدفع بعدم دستورية القوانين، على خلفية مشروع القانون التنظيمي رقم 35.24، معتبراً أن الصيغة المقترحة «تتعارض مع قرارات المحكمة الدستورية». كما عبّر عن استغرابه من استمرار التوتر في قطاع العدالة، بسبب الخلافات القائمة مع هيئات مهنية، من بينها العدول والمحامون، محذراً من انعكاسات ذلك على السير العادي لمرفق القضاء وحقوق المتقاضين. وفي ما يتعلق بقطاع الإعلام، ندد الحزب بالمقاربة الحكومية في مشروع القانون المتعلق بإحداث المجلس الوطني للصحافة، معتبراً أنها تهدد مبدأ التنظيم الذاتي للمهنة. وأعلن تفويض رئيس مجموعته النيابية للتفاعل مع المبادرات الدستورية الرامية إلى إحالة المشروع على المحكمة الدستورية. وعلى الصعيد الاجتماعي، دعا الحزب الحكومة إلى تسريع مراجعة الإطار القانوني لصندوق التعويض عن الكوارث الطبيعية، مطالباً بإعلان مدينة آسفي «مدينة منكوبة» عقب الفيضانات الأخيرة، لتمكين المتضررين من الاستفادة من التعويضات. ورحب الحزب بإقرار مرسوم يحدد كيفية استفادة الأطفال اليتامى ونزلاء مؤسسات الرعاية الاجتماعية من نظام الدعم الاجتماعي المباشر، مطالباً بتعميم الاستفادة ومعالجة ما وصفه بحالة «الارتباك» في تنزيل برامج الحماية الاجتماعية. وفي الشأن الخارجي، شدد الحزب على ضرورة إخراج ملف الصحراء المغربية من اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، معتبراً أن قرار مجلس الأمن رقم 2797 الصادر في أكتوبر الماضي يعزز التوجه الأممي الداعم لمقترح الحكم الذاتي. كما جدّد الحزب دعمه للقضية الفلسطينية، مندداً باستمرار الحرب في قطاع غزة، ومحذراً من ما وصفه ب«الاستراتيجية الإسرائيلية الهادفة إلى تفتيت الدول العربية والإسلامية»، على خلفية إعلان إسرائيل الاعتراف بما يسمى «أرض الصومال». وعلى المستوى الرياضي، نوّه الحزب بالأجواء «الإيجابية» والتنظيم «المحكم» لكأس الأمم الإفريقية لكرة القدم التي يحتضنها المغرب، داعياً إلى استثمار الحدث لتعزيز صورة المملكة وترسيخ قيم التضامن الإفريقي. وختم الحزب بيانه بالتنبيه إلى ما اعتبره توجهاً حكومياً نحو تعيين مقربين من أحزاب الأغلبية في المناصب العليا، محذراً من تأثير ذلك على مبادئ الكفاءة والاستحقاق وجودة الخدمات العمومية.