لسنا سنة ولا شيعة… العدو واحد والمشروع صهيوني

العرائش أنفو
في زمنٍ تكالبت فيه قوى الهيمنة والتفكيك على شعوب أمتنا، لا مجال اليوم لمزيد من الشقاق ولا مبرر للاستمرار في صراعات داخلية لا تخدم إلا أعداء الأمة. سنة وشيعة، عرب وأمازيغ، مسلمون ومسلمون… هل من مزيد؟
كل هذا التشرذم لا يصب إلا في مصلحة مشروع استعماري قديم متجدد: المشروع الصهيوني، الذي لا يستهدف فلسطين وحدها، بل يستهدف المنطقة بأكملها، بأديانها وأعراقها وتاريخها وهويتها.
لقد أصبح واضحًا أن ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، وأن أعداءنا يتغذّون على ضعفنا وتفرقنا، ويدفعون بكل الوسائل لزرع الفتنة الطائفية والمذهبية بيننا. أما نحن، فأبناء أمةٍ توحِّدها الشهادة:
"أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، خاتم الأنبياء والمرسلين."
لا نُكفِّر أحدًا ممن شهد الشهادتين، ولا ننقض بيعة التوحيد لصالح انقسامات افتعلها الاستعمار وغذّاها الجهل. أما اليهود، فلهم دينهم كما لنا ديننا، وقد أمرنا الله أن نُجادلهم بالتي هي أحسن، لكننا لا نقبل أبدًا بالمشروع الصهيوني الذي يحتل الأرض، ويدنس المقدسات، ويقتل الأبرياء.
نحن اليوم أمام مفترق طرق حقيقي:
إما أن نصحو ونتوحد، أو نستمر في تقطيع أوصالنا بأنفسنا، ونتحول إلى بيادق في لعبة الأمم.
فلنرفع صوتنا عاليًا:
لا سنة ولا شيعة… نحن مسلمون، عدوّنا واضح، ومشروعه مكشوف.
فلنوجه بوصلتنا نحو فلسطين، نحو العدل، نحو الوحدة، ولنضع حدًا لمسرحية الخلافات المصطنعة.