تقدم الفرقة المسرحية الألمانية "فلاشِنغايست – Ensemble Flaschengeist" لحضور عرض مسرحيتها "لكلّ واحدٍ منّا قبره الخاص" في موسمها الثاني، وذلك يوم الجمعة 1 أغسطس 2025 في مقر منظمة أولمي (Ulme35) في برلين، في تمام الساعة السابعة مساءً (19:00). المسرحية من تأليف وإخراج محمد نبيل، وتتناول بأسلوب شاعري وفلسفي أسئلة الموت، والاغتراب، والذاكرة، من خلال شخصيات تتقاطع مصائرها في فضاء وجودي معتم، لكنه إنساني بامتياز. تُقدَّم المسرحية من قبل فرقة "فلاشِنغايست" المسرحية التي أسسها المخرج محمد نبيل بالتعاون مع عدد من الفنانين الألمان والعرب، من بينهم المسرحية الألمانية جوانا بليندا. وتشكل هذه التجربة امتدادًا لمشروع محمد نبيل الفني، حيث ينتقل من فضاء الإبداع السينمائي إلى مغامرة المسرح البصري. تدور أحداث المسرحية حول تجربة الموت والهجرة والاغتراب: كيف يبدو الموت حين يكون الإنسان لاجئًا، بعيدًا عن بلده وأهله؟ فراق طويل في مستودع للأموات، حيث تدور بينهما نقاشات حادة حول مصير والدهما المتوفى: هل يُدفن في ألمانيا كما تريد أحلام؟ أم في بلده الأصلي كما تصر فاطمة؟ في قلب هذا الصراع العائلي تتجلى أسئلة الهوية، والانتماء، والذاكرة، في مسرحية تتقاطع فيها الحركة، الضوء، اللغة، والسكون، في بحث مؤلم عن معنى الغياب والحضور. من المنتظر أن تُعرض المسرحية لاحقًا في عدة مدن ألمانية، ويُدعى الجمهور العربي والألماني في برلين لحضور هذه التجربة المسرحية الفريدة. ندوة "رقصة الأفعى.. الأبعاد والدلالات" تضفي بعدا فكريا على مهرجان إيقاعات الوناسة في إطار فعاليات الدورة الأولى من المهرجان الوطني لفن إيقاعات الوناسة، الذي احتضنته جماعة سيدي دحمان بإقليم تارودانت يومي 26 و27 يوليوز الجاري، نظمت ندوة فكرية تمحورت حول موضوع "رقصة الأفعى: الأبعاد والدلالات"، أطرها الأكاديمي والباحث في التراث الدكتور المختار النواري. هذه الندوة التي شكلت محطة بارزة واساسية ضمن البرنامج الفكري للمهرجان، سلط الدكتور النواري خلالها الضوء على "رقصة الأفعى" باعتبارها تعبيرًا شعبيًا غنيًا بالإيحاءات الرمزية، ومكونًا فنيًا يُجسد عمق العلاقة بين الإنسان والطبيعة والبعد الطقوسي في الموروث الجماعي. وكشف النواري، في مداخلته، أن رقصة الأفعى ليست مجرد فرجة شعبية محضة، بل هي طقس جمالي وروحي ضارب في التاريخ، ويعود إلى قرون من التقاليد الشفوية المتجذرة في المناطق القروية، مضيفًا أن هذه الرقصة تعبّر عن مفاهيم التحول والانبعاث والقوة الكامنة، وتندرج ضمن ما يُعرف ب "التعبير الجسدي العلاجي" المرتبط بالذاكرة الجماعية. وأكد النواري أن "جسد المؤدي، في رقصة الأفعى يتحول إلى لغة رمزية متكاملة، تنسجم فيها الإيقاعات مع الحركات في مشهد احتفالي يجمع بين البُعد الأسطوري والبُعد الفني"، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الرقص يشكل أحد تجليات الثقافة الإفريقية العميقة المتوغلة في الجنوب المغربي. الندوة تميزت بتفاعل كبير ومنتج من طرف الحضور الوازن، من باحثين وفنانين ومهتمين بالشأن الثقافي، الذين ادلوا بدلوهم في الموضوع، كما اعتبروا هذه المبادرة الفكرية فرصة لإعادة الاعتبار للموروث غير المادي المحلي وتوثيق دلالاته المتعددة، وجعله موضوع تفكير وتحليل علميين. وجاءت أهم النقاط التي أثيرت خلال الندوة كتوصيات على الشكل التالي: 1- سرد كرونولوجية فن لوناسة بقبيلة أولاد يحي وأهم الركائز التي بني عليها. 2- الدعوة الى فتح نقاش علمي من طرف باحثين في مجال التراث لإجراء جرد أدوات هذا الجنس الشعبي من لباس و ألات و أشعار مكتوبة أو معزوفات مسجلة. 3- العمل على نقل هذا الارث الفني والثقافي الى الأجيال الشابة والناشئة بطريقة علمية، وكذا تنظيم مسابقة سنوية للمجموعات التراثية التي تؤديها، في الدورات المقبلة لتحفيز الناشئة، باعتبار هذا التراث يعني الجميع وبمتابة قضية إنسانية تخص حفظ الذاكرة الثقافية للمنطقة. 4- الإشتغال مع جمعية محلية أو مجموعة من الجمعيات التي تمتهن أو تتغنى بهذا الجنس التراثي وإن لزم الأمر جمعها في إطار فيديرالية من اجل تكوين الناشئة التي ستحمل المشعل مستقبلا. 5- العمل على تجميع كل المعطيات حول الموضوع من أجل تكوين ملف تحفيظ هذا التراث وطنيا و بعدها دوليا. 6- خلق لجنة علمية لتتبع الملف و السهر على تكوين جيل واع بالتراث ومتشبت بذاكرته الثقافية. 7- تصحيح تسمية "رقصة الأفعى" على اعتبار أنها دخيلة على ثقافتنا حسب تصريح الدكتور النواري، في حين ان اهلها وممارسيها يسمونها: اللثغة او اللغتة، اوالميزان، او اللعب، او لوناسة او تاكرارت.