أكثر من 126 جهة و100 متحدث في مؤتمر ومعرض إدارة المرافق الدولي بالرياض    الهلال الأحمر الفلسطيني يشيد بإرسال المغرب للمزيد من المساعدات الإنسانية لغزة    بطنجة.. وفاة مسن صدمته سيارة بعد خروجه من المسجد        فاتح ربيع الأول لعام 1447 ه يوم الاثنين وعيد المولد النبوي يوم 05 شتنبر 2025    رحيمي والبركاوي يسجلان بالإمارات    تحذير من العلاجات المعجزة    قانون العقوبات البديلة يفتح الباب لمراجعة الأحكام بالحبس وتحويلها إلى عقوبات بديلة بشروط    توجيه تهمة "التمييز" لمدير متنزه في فرنسا رفض استقبال إسرائيليين    بسبب احتجاز زوجته.. إطلاق النار على شخص في الريصاني وتوقيفه من قبل الشرطة    شرطة طنجة توقف شابًا بحوزته 330 قرصًا مخدرًا بمحطة القطار    السودان يقصي الجزائر ويصل إلى نصف نهائي كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين    النقيب كمال مهدي يعلن دعمه لأبرون: ليس من غيره الآن مؤهل لتحمل هذه المسؤولية الجسيمة    بمشاركة عدة دول إفريقية.. المغرب ضيف شرف المعرض الوطني للصناعة التقليدية في البنين    الدرك البحري يجهض محاولة للهجرة غير النظامية ويوقف متورطين    أمريكا: تسجيل إصابة بمرض الطاعون وإخضاع المصاب للحجر الصحي    الجفاف يحاصر تركيا... شهر يوليوز الأشد جفافا في إسطنبول منذ 65 عاما    كأس السوبر السعودية: الأهلي يحرز اللقب بفوزه على النصر بركلات الترجيح        طقس السبت.. انخفاض في درجة الحرارة وامطار رعدية    حريق جديد يلتهم عشرات الهكتارات بغابة بوهاشم بشفشاون    سعيدة شرف تحيي سهرة فنية ببن جرير احتفالا بعيد الشباب    المغرب يختبر صواريخ EXTRA في مناورة عسكرية بالشرق    المغرب.. الضرائب تتجاوز 201 مليار درهم عند متم يوليوز    الركراكي يستعد لكشف "قائمة الأسود"        فرض "البوانتاج" الرقمي على الأساتذة!    الريسوني: الأمة الإسلامية تواجه زحفا استئصاليا احتلاليا من قبل الكيان الصهيوني    مقاربة فلسفية للتنوير والتراصف والمقاومة في السياق الحضاري    تغيير المنزل واغتراب الكتب    الصين تكتشف احتياطيات الغاز الصخري    قصف إسرائيلي يقتل 39 فلسطينيا    الاتحاد الأوروبي يفتح باب المشاورات حول استراتيجية جديدة لسياسة التأشيرات    نادي باريس سان جرمان يودع حارسه الايطالي دوناروما بتكريم مؤثر    المغرب يبرم اتفاقية استشارية لفضح البوليساريو وتعزيز علاقاته بواشنطن    جدل واسع بعد الإعلان عن عودة شيرين عبد الوهاب لحسام حبيب    استقالة وزير الخارجية الهولندي بسبب غزة    سائق يفقد عمله بعد رفضه الفحص الطبي والمحكمة تنصف الشركة    برلمانية: الخلاف بين أخنوش ووزير النقل حول الدراجات النارية كشف هشاشة الانسجام الحكومي        الذهب في المغرب .. أسعار تنخفض والمبيعات في ركود    الأنشوجة المغربية .. سمكة صغيرة تصنع ريادة كبرى في القارة الأفريقية    المغرب يتصدر قائمة مستوردي التمور التونسية    المغرب بين الحقيقة والدعاية: استخبارات منسجمة وتجربة أمنية رائدة تعزز الاستقرار    "تيك توك" توكل الإشراف على المحتوى في بريطانيا للذكاء الاصطناعي    "يويفا" يمنح برشلونة الإسباني دفعة قوية قبل انطلاق دوري أبطال أوروبا    احتفاء خاص بالباحث اليزيد الدريوش في حفل ثقافي بالناظور    مهرجان الشواطئ يحتفي بعيد الشباب وثورة الملك والشعب بمشاركة نجوم مغاربة وعرب            إعادة برمجة خلايا الدم إلى خلايا جذعية مستحثة متعددة القدرات يفتح آفاقا واسعة في مجال العلاج الشخصي والبحث العلمي (صابر بوطيب)    دراسة: عدم شرب كمية كافية من الماء يسبب استجابة أكبر للإجهاد        "بعيونهم.. نفهم الظلم"    بطاقة «نسك» لمطاردة الحجاج غير الشرعيين وتنظيم الزيارات .. طريق الله الإلكترونية    هنا جبل أحد.. لولا هؤلاء المدفونون هنا في مقبرة مغبرة، لما كان هذا الدين    الملك محمد السادس... حين تُختَتم الخُطب بآياتٍ تصفع الخونة وتُحيي الضمائر    المغاربة والمدينة المنورة في التاريخ وفي الحاضر… ولهم حيهم فيها كما في القدس ..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحلقة 6: العدوان الصهيوأمريكي على إيران جزء أساسي من حرب دولية
نشر في العرائش أنفو يوم 18 - 08 - 2025


العلمي الحروني
ليس مشروع الهجوم الصهيو-أمريكي على إيران وليد اليوم، بل هو مشروع عدوان تاريخي موجود ومستمر بقوة، فإذا كان الديمقراطيين يميلون ضد روسيا حيث النازيون الأوكرانيون خاصة، فإن للجمهوريين ميل ضد ما يسمونه ب "الشرق الأوسط" حيث السرطان الصهيوني، وهذا ما يفسير تنفيذ ترامب لحرب على ايران ضد إرادة الشعب الأمريكي، ذلك بالرغم من أن 60٪ من الأمريكيين يعارضون و16٪ فقط يدعمونه التدخل و24٪ ليست لديهم آراء.
فصقور الجمهوريين يعتبرون خطوط الجبهة الأمريكية تقع في القدس وفي إسرائيل التي يعتبرونها رمزا للحرية وتجسيدا حيا لها، وأن إسرائيل تمثل خط الدفاع الأول للحضارة الغربية القادرة على تحويل منطقة غارقة في مستنقعات الحروب والارهاب إلى مكان يقدم مستوى مرتفع للحياة والسلام، بل يعتبرون إسرائيل تجسيدا لسلاح "حملتهم الصليبية" التي نظر لها وزير الدفاع الأمريكي الحالي بيتر بيريان هيغسيث في كتابه بعنوان "الحملة الصليبية الأمريكية" الصادر سنة 2020، كما أن حديث ترامب عن تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة والضفة الغربية وتحويل غزة إلى منتجع سياحي دليل على مشاركة أمريكا في التخطيط و تنفيذ الإبادة الجارية بغزة والتي ما كان لها أن تحدث من دون القنابل الأمريكية، كل هذا يؤكد أن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية أمريكية-إسرائيلية.
لقد فتح ترامب المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي يوم 12 أبريل 2025 وخلف الستار كانت أمريكا تجهز وكيلها الصهيوني تمهيدا للحرب على إيران. إنها قمة الكذب والتمويه والخداع في الممارسة والخطاب السياسي الأمريكي، إذ حتى عند اقتراب الضربة الإسرائيلية، كانت أمريكا تتحدث عن "مفاوضات" وقبيل العوان على إيران بيومين فقط أطلق ترامب عبارة "أمهلناهم 15 يوما للتفكير"…
كل الوقائع، إذن، متوافقة مع كون الحرب قائمة منذ البداية ما جعل تأويلاتها تفيد أن هناك احتمال قوي لبداية الحرب، وبالتالي، ففرضية "تردد" الرئيس الامريكي في الهجوم على إيران غير قائمة منطقيا، والرأي القائل أن إسرائيل هي من جرت أمريكا للحرب خاطئ وبليد. مع وصول ترامب إلى الحكم بدأ الحديث عن مفاوضات مع الإيرانيين، كان هذا الرأي يقول أن هذا توجه "متصالح" مع إيران، لم يأخذ كل ما فعله ترامب من قبل، أليس هو الذي انسحب من اتفاق 2015 النووي عام 2018؟ أليس من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس؟ ثم أليس هو من أمر باغتيال قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني سنة 2020، والمسؤول عن العمليات الخارجية والمخابراتية لإيران، والمنسق المحوري في دعم المقاومة الشيعية في العراق وسوريا ولبنان، وأيضا في تنسيق أنشطة إيرانية في اليمن وأفغانستان؟….
الواقع، وكما في حالة العراق سابقا ، أن إيران لم تكن تهيئ نفسها للسلاح النووي، لم يكن هناك خطر أو استعجال، بل المشكلة الاستراتيجية الحقيقية لإيران، التي تدفع بهذا التصعيد، لا تتعلق بما تملكه إيران من قدرات نووية وإن كان من حقها ذلك لضمان توازن الرعب أو تفكيك السلاح النووي الإسرائيلي، بل في إنتاجها الكبير للصواريخ الدقيقة والفعالة وبتكلفة منخفضة. هذا التطور النوعي، غير المتوقع، أصبح يهدد الكيان الصهيوني، ويقلب موازين الردع في منطقة لم يكن هذا الكيان يوما جزءا طبيعيا منها.
العدوان الأمريكي-الصهيوني يبرز القدرات النووية والعسكرية الإيرانية
أبرز العدوان الصهيوني ليوم الجمعة 13 يونيو 2025 والضربة الأمريكية المباشرة ليوم 22 يونيو 2025، الذين استهدفا بالتنسيق الكامل منشآت نووية إيرانية في كل من منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم ومنشأة نطنز النووية وأصفهان، أن ايران حققت تقدما كبيرا في تطوير قدراتها العسكرية، بما في ذلك الصواريخ الدقيقة والفائقة السرعة والمواد المتفجرة وكل المكونات غير النووية اللازمة لإنتاج القنبلة الذرية. فإلى أي مدى ستؤثر الضربات الصهيوأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية في تقدم البرنامج النووي الإيراني وستؤخر المشروع لسنوات كما صرح كل من بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب؟
يتضمن البرنامج النووي الإيراني نحو 21 منشأة نووية، وجميعها تخضع للمراقبة والتفتيش من قبل فرق الوكالة الدولية للطاقة الذرية. من أبرز هذه المنشآت، منشأة "نطنز" لتخصيب اليورانيوم في محافظة أصفهان، وهي أكبر منشأة من نوعها في إيران، بالإضافة إلى منشأة "فوردو" المحصنة في جبال فوردو، ومنشأة "بوشهر" كمحطة للطاقة النووية في مدينة بوشهر التي لم تتأثر قط بالهجمات. وتعتبر منشأة أصفهان ذات الأهمية لكونها من تغذي وحدات التخصيب سواء في نطنز أو فوردو.
لقد ركزت الضربة الامريكية على مفاعل فوردو في ايران، في حين ركز العدوان الإسرائيلي على منشأة نطنز، التي تتكون من وحدتين لتخصيب اليورانيوم: الأولى هي مصنع تجريبي صغير فوق سطح الأرض، يحتوي على مئات الوحدات ويختص بتخصيب اليورانيوم باستخدام البلورينيوم الغازي. أما الثانية، فهي منشأة تحت الأرض، تقع على عمق حوالي 80 مترا وتتمتع بحماية كبيرة، إذ يحيط بها جدار من الخرسانة المسلحة بسمك 8 أمتار، وتحتوي على أكثر من 11000 وحدة طرد مركزي، وهي المنشأة الأساسية لإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب.
أما منشأة "فوردو" فهي تقع في عمق يزيد عن 100 متر تحت الأرض داخل جبل جرانيتي شديد الصلابة، مما يجعل من الصعب جدا الوصول إليها. وعلى الرغم من قوة الهجوم، فقد دمرت بعض الأجزاء السطحية لهذه المنشأة، مما أدى إلى تسريب محدود لليورانيوم الغازي.
وفي بلدة أصفهان، توجد العديد من المنشآت النووية المهمة لتحويل اليورانيوم الخام (المعروف بالكعكة الصفراء) إلى يورانيوم غازي يستخدم في تغذية وحدات التخصيب في نطنز وفوردو، التي تعرضت للضربات الإسرائيلية والتي أسفرت عن تسريب إشعاعي محدود في بعض المواقع.
لم تقم إسرائيل بتوجيه ضربة إلى مفاعل بوشير الإيراني، لكونها تعلم أن ذلك ستنجم عن كارثة ذات تداعيات خطيرة، ذلك أن في قلب هذا المفاعل يوجد وقود نووي قابل للانشطار، مما قد يؤدي إلى حدوث حادث مشابة لكارثة فوكوشيما التي وقعت في 11 مارس 2011 بعد الزلزال الكبير في اليابان. هذه الكارثة المحتملة قد تسفر عن تسرب إشعاعي ضار سيؤثر ليس فقط على إيران، بل قد يمتد تأثيره إلى إسرائيل ودول الجوار مثل تركيا ومصر. ومن المؤكد أن إسرائيل تمتلك المعلومات الكافية لتقييم هذه المخاطر بشكل دقيق.
ومن المعلوم أن إيران تنتج مؤخرا حوالي 5 كيلوغرامات من اليورانيوم عالي التخصيب شهريا، ثم ارتفعت هذه الكمية إلى 50 كيلوغراما شهريا، وهو ما يعادل تقريبا المادة اللازمة لإنتاج قنبلة ذرية شهريا. اليوم، تمتلك إيران نحو 500 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب، ونحو 10 أطنان من اليورانيوم المخصب بمختلف درجات التخصيب. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك إيران حوالي 200 وحدة تخصيب تحت الأرض في منشآتها في نطنز وفوردو. فبينما أكد ترامب ونتانياهو على التدمير الكاملا للبرنامج النووي الإيراني، ساد الحديث عن نقل ايران كل المواد النووية إلى أماكن آمنة غير معروفة وهو ما أكدته إيران نفسها.
وحسب القاعدة المرجعية/المعيار للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن، نظريا، لإيران صناعة أكثر من 10 قنابل ذرية من خلال ال 500 كيلوغرام المخصبة بنسبة 60%، والتي يمكن تحويلها إلى يورانيوم فوق ال 90% وبالتالي إنتاج أسلحة نووية، خاصة وأنها تمتلك عديد من المصانع المنتشرة بطول أراضيها ولديها وحدات بقدرات تخصيب متطورة بعيدا عن أعين الأقمار الصناعية أو عمليات التفتيش.
لدى إيران وحدات الطرد المركزي المتنقلة بسهولة نسبيا داخل شاحنات، وهي جزء رئيسي من برنامجها النووي وتستخدم للتخصيب السري، وحدة الطرد المركزي هي عبارة عن اسطوانة يتراوح طولها متر ونصف الى مترين ونصف وقطرها ما بين 15 و 20 وسنتمتر وزنها من 100 الى 150 كلغ أو أقل.
كلفة الحرب مع إيران في الأرواح والبنية الاستراتيجية الإسرائيلية
بلغت خسائر إسرائيل البشرية والاستراتيجية خلال حرب الأيام ال12 مع إيران مستوى كبيرا، فعلى الرغم من التعتيم الإعلامي والإغلاق المقصود للمنظومات الإعلامية، فإن الواقع الميداني يكشف عن خسائر فادحة تكبدها العدو الإسرائيلي.
وفقا للتقديرات العسكرية الإسرائيلية وتحليلات الخبراء، خلال الحرب ال 12 يوما ردا على العدوان الصهيوني عليها في 13 يونيو 2025، فإن إيران أطلقت حوالي 700 صاروخ باليستي متوسط المدى وعالي الدقة على إسرائيل مثل صاروخ فاتح 1 الأسرع من الصوت، مما ساهم في تجاوز خمس منظومات دفاع جوية إسرائيلية، رغم ادعاءات الجيش الإسرائيلي باعتراض 86% من الصواريخ، ما يظهر قدرة إيران على تنفيذ هجمات صاروخية مكثفة على إسرائيل، مما يعكس تطورًا في قدراتها الصاروخية وتكتيكاتها العسكرية.
وقد تكبد العدو الصهيوني خسائر بشرية كبيرة، غير أن إسرائيل تخفي خسائرها العسكرية والأمنية بشكل كبير، و تقلل من حجمها أو تؤخر الإعلان عنها لأسباب استراتيجية أو أمنية و للحفاظ على الروح المعنوية للداخل. ولقد أسفرت الحرب التي دامت 12 يوما بين إيران وإسرائيل عن مقتل نحو 1226 إسرائيلي، وفقا لمصادر غير رسمية. ورغم أن وزارة الدفاع الإسرائيلية لم تصدر بيانا دقيقا، إلا أن مصادر والرواية الرسمية تذكر فقط سقوط 24 قتيلا من المدنيين، في محاولة لاتهام إيران باستهداف المدنيين وتبرير رد عسكري.
تشير تقديرات غير معلنة إلى أن الخسائر شملت: 6 جنرالات، و32 ضابطا متخصصا في أنظمة الصواريخ، و78 عنصرا استخباراتيا، و198 قائد طيران، و462 عسكريا من وحدات مختلفة، و423 مدنيا، إضافة إلى آلاف الجرحى. ويرجح أن العدد الإجمالي للوفيات يتجاوز 1200، في حين تسعى إسرائيل إلى التكتم على حجم الخسائر الفعلية استعدادًا لهجوم عسكري مضاد قادم.
كما أنها تكبدت أضرار في البنى التحتية العسكرية والاستخباراتية والاستراتيجية نذكر منها خسائر قاعدة النقب الجوية الواقعة في صحراء النقب جنوب إسرائيل وهي منشأة عسكرية استراتيجية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي وواحدة من أهم وأحدث القواعد الرئيسية للعمليات الدفاعية الجوية الإسرائيلية وللمشاريع طويلة الأمد لسلاحها الجوي، ومنشآت رفائيل "القبة الحديدية"(Iron Dome) الرائدة في مجال الأنظمة الدفاعية المتطورة و أحد أكثر أنظمة الدفاع الجوي تقدما في العالم، والذي تم تصميمه لاعتراض وتدمير الصواريخ والقذائف القادمة وهي منشآت تقع في عدة مواقع استراتيجية في إسرائيل، بما في ذلك مدينة حيفا. تعتبر منشآت رفائيل ثورة في طريقة دفاع إسرائيل ضد تهديدات الصواريخ والقذائف وتشكل عنصرا أساسيا في الحفاظ على التفوق التكنولوجي للجيش الإسرائيلي، ومعهد وايزمان للعلوم وهو مؤسسة بحثية أكاديمية مرموقة تقع في مدينة رحوفوت جنوب تل أبيب، أسس عام 1934 تحت اسم "معهد دانيال سيف" بدعم من الكيميائي الإسرائيلي حاييم وايزمان أول رئيس لدولة إسرائيل. ويعتبر جزءا من البنية التحتية للأمن القومي الإسرائيلي ، تعرض معهد وايزمان لعدة ضربات صاروخية من إيران يوم 15 يونيو 2025، مما ألحق أضرارا جسيمة قدرت الخسائر بما يتراوح بين 300 و500 مليون دولار. هذا إضافة لضرب مقر الموساد وميناء حيفا ومطار بن غوريون في تل أبيب وشركة ميكروسوفت والقناة 14 وغيرها.
( يتبع )
[15/08 15:34] Alami Lahrouni: سيون أسيدون .. ضمير اليسار وصوت الحقيقة في زمن الزيف
العلمي الحروني: قيادي يساري
سيون أسيدون ليس مجرد اسم، بل هو رمز لمواطن مغربي قح، ويساري مبدئي صلب، ومعتقل سياسي أدى ضريبة النضال سابقا ويؤديها اليوم في محنة وإجرام غريب وعجيب نطالب بفك لغزه بتحقيق مسؤول، لم يلن ولم يستكن ولم يبدل يوما، ولم يساوم على القيم الأصيلة لليسار الجديد. لم يتراجع خطوة واحدة عن مبادئه في الدفاع عن حقوق المواطنة وحقوق الإنسان بالمفهوم الماركسي الثوري، وعن قضايا الشعب العادلة بلا كلل ولا تردد.
أسيدون، ككل اليساريين الحقيقيين، مناضل أممي شرس، يقف في الصفوف الأمامية ضد الرأسمالية التي يعتبرها نقيضا للمشروع المجتمعي الوطني والأممي لليسار الماركسي. لذلك لم يتزحزح عن موقعه في معركة الدفاع عن القضية الفلسطينية باعتبارها قضية إنسانية كونية عادلة، وليست مجرد شعار يرفع في المزايدات السياسية الرخيصة.
أما أصوله الدينية أو معتقداته، فهي شأنه الخاص، لأن حرية المعتقد مبدأ غير قابل للمساومة عند اليسار الحقيقي، لا تفرضه سلطة ولا تصادره مؤسس ولا قوانين رجعية.
التقينا أول مرة يوم الأحد 2 يناير 2022 بمقر شركته بالمحمدية. كان في انتظارنا على الموعد بالثانية، كما يفعل المناضلون الذين يحترمون التزاماتهم. الهدف كان انتزاع موقفه ضمن حملة وطنية لفضح جريمة منع البرلمانية نبيلة منيب من دخول قبة البرلمان لأداء مهامها النيابية، بقرار من رئيس فاقد للاستقلالية وللمشروعية الحقيقية، مجرد أداة رخيصة بيد وزارة الداخلية، قلب المخزن النابض وبنيته لإدامة الاستبداد.
هذا الرئيس، الذي جلس على الكرسي التشريعي بفضل انتخابات مزورة مهندسة لصالحه وصالح أحزاب/ أقسام إدارية لقيطة وملفقة، ما كان ليصل إلى هذا المنصب لولا ضعف اليسار الحكومي الذي فقد بوصلة النضال وتواطؤ مكونات ما يسمى ب"معارضة صاحب الجلالة" وكذا تردد وانتظارية اليسار الديمقراطي. الرجل صاحب سجل أسود: شيكات بدون رصيد، تهرب ضريبي لأكثر من ربع قرن وملفات فساد أخرى، ومع ذلك يقدم اليوم ك"ممثل للأمة"، إنها فضيحة سياسية وأخلاقية تكشف عفن المشهد المغربي من القمة إلى القاعدة.
بطلب منا، وضمن سلسلة تصريحات لشخصيات وطنية ضمنها إسماعيل العلوي والمصطفى المعتصم ومحمد الخليفة وآخرون، أدلى الرفيق سيون أسيدون يوم 2 يناير 2022 بتصريح قوي بمنطقه، مفاده أننا أمام حالة مهزلة تمس جوهر المواطنة وحرمة المؤسسة التشريعية، وأن منع نبيلة منيب، رغم توفرها على تحاليل مخبرية رسمية تنفي أي خطر، ليس سوى إجراء تعسفي هدفه الإذلال السياسي وكسر صوت معارض. لقد كان موقف أسيدون واضحا صلبا وبعيدا عن أي تزييف أو مجاملة.
تصريحات تلاها القرار التاريخي غير المسبوق لتنظيم المكتب السياسي السابق للحزب الاشتراكي الموحد يوم الجمعة 8 أبريل 2022 وقفة احتجاجية ضد منع الأمينة العامة للحزب من الدخول إلى البرلمان، بدعوى عدم توفرها على الجواز الصحي المفروض، وقفة ناجحة كما ونوعا بمشاركة عموم فروع الحزب وممثلين عن التنظيمات الحقوقية خاصة، كان ذلك بتزامن مع افتتاح الدورة التشريعية الجديدة.
للتذكير، ولعل الذكرى تنفع اليساريين، فإن الضغط الفكري والقانوني والسياسي والإعلامي والميداني، من خلال الندوات والاحتجاجات والالتحام مع المواطنين/ات، كان له أثر بالغ. وكان آخر تلك النضالات حضور الحزب بمدينة تمارة، واللقاء بجماهير من الكيشيين والكيشيات وساكنة البراريك التي طالها الإقصاء والظلم الاجتماعي، إضافة لفضح خروقات التعمير بالهرهورة وكشف نهب مافيات العقار بتمارة والصخيرات.
لقد خاض المناضلون والمناضلات نضالات شرسة، كانت وراء عودة نبيلة منيب إلى البرلمان بعد منعها لحوالي سبعة أشهر (من 25 أكتوبر 2021 إلى 20 ماي 2022)، وذلك بعيدا عن الخنوع أو التماس التدخلات.
كل التضامن مع سيون أسيدون في محنته، وعاش اليسار الجديد المتجدد، ملح الأرض، ملتحما مع النضالات المجتمعية داخل وخارج الوطن وذلك جوهر وجوده وتلك تربته الخصبة وما عداها باطل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.