قال أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس، والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، إن الكاتب المغربي الطاهر بن جلون استطاع "وعبر مختلف القارات وكل اللغات٬ بفضل موهبته التعريف بمغرب كل الحريات٬ بعيدا عن الطرق المختصرة المختزلة عموما وعن الغرائبية التي تخدع في غالب الأحيان". فخلال الدورة الثالثة للمحطات الأدبية المنعقدة نهاية الأسبوع الماضي بحاضرة موكادور حول الرواية الأخيرة للكاتب المغربي "السعادة الزوجية"٬ اعتبر أزولاي أن رحلة بن جلون إلى الصويرة تعد محطة "التقاء موهبته مع قيم الحداثة التي اختارتها مدينة الأليزي هوية لها"،وفق وكالة الأنباء المغربية. وأضاف أن الحوار والنقاش الذي حفل به هذا الموعد الثقافي " يعزز ويكرس تجذر الصويرة ضمن التعبير عن جميع أشكال الإبداع الثقافي والفني٬ من الموسيقى إلى الأدب أو الفنون التشكيلية". من جهته٬ استعرض الطاهر بن جلون٬ الحاصل على جائزة غونكور للأدب الفرنسي٬ خلال هذا اللقاء الثقافي محددات الكتابة والإبداع٬ وذلك من خلال روايته " السعادة الزوجية"٬ التي تسرد قصة فنان تشكيلي يعيش في انسجام مع زوجته٬ غير أن الأمور تأخذ مجرى آخر بعد تعرضه لحادث أقعده٬ ليشرع في سرد معاناته اليومية ضمن ثنايا مذكراته٬ وحين تكتشف الزوجة صدفة وجود المذكرات٬ تعبر عن غضبها فتنطلق في سرد الأحداث من وجهة نظرها والرد على اتهامات الزوج بكونها سببا في أتراحه. ويتساءل الكاتب عبر أحداث الرواية٬ حول ماهية السعادة الزوجية٬ التي تشكل غالبا نفاقا اجتماعيا أو توافقا٬ بيد أن السعادة الزوجية حقيقية في نظر الكاتب الذي يسترسل في تفكير حول طبيعة العيش المشترك ورهاناته. ويسلط الكاتب الضوء على تأثره بالتيارات السينمائية الغربية٬ التي يعتبرها مصدر إلهام اقتبس منه العديد من الشهادات حول طبيعة العلاقة الزوجية ضمن ثنايا الرواية٬ غير أنه يعتبر في الوقت نفسه أن نجاح ترجمة الرواية إلى فيلم سينمائي يتطلب مجهودا واشتغالا أكبر على السيناريو. وفي حديثه عن دور المرأة داخل المجتمع٬ يعتبر الكاتب أن النساء يضطلعن بدور حاسم في تحقيق التقدم٬ معتبرا أن انخراطهن في المجتمع المدني يجعلهن قادرات على تملك زمام الأمور. أما مدينة الصويرة٬ فهي في نظره مصدر وحي بالنسبة لجميع الفنان٬ إذ تجمع مقومات الفضاء الروائي والتشكيلي والموسيقي وتستدعي قريحة المبدع. ويعد الأديب والشاعر الطاهر بن جلون٬ المزداد سنة 1944٬ أحد الكتاب المغاربة الذين اختاروا الفرنسية لغة للكتابة٬ وصدرت له العديد من الروايات من بينها "طفل الرمال" (1985) و "ليلة القدر" سنة 1987 (حصل عنها على جائزة غونكور سنة 1987) و "تلك العتمة الباهرة" (2001). وقد تمت ترجمة رواياته إلى العديد من اللغات عبر العالم. *تعليق الصورة: اندري أزولاي.