انطلقت مساء اليوم السبت بالعيون أشغال الندوة الدولية الثالثة حول مشاركة المرأة في العمل السياسي التي تنظمها جمعية جوهرة الصحراء لأوضاع المرأة والطفل تحت شعار " أي مستقبل للمشاركة السياسية للمرأة في ظل الإصلاحات الدستورية بالمغرب ". وسينكب المشاركون في هذه الندوة، التي تحضرها فعاليات نسائية من عدد من الدول بأوروبا وكندا وإفريقيا، على مناقشة موضوع "مشاركة المرأة في العمل السياسي ودورها في الإصلاحات الدستورية والجهوية الموسعة". وأكدت رئيسة الجمعية المنظمة السيد امكملتو كمال، في كلمة لها خلال الجلسة الافتتاحية، أن "مشاركة المرأة في العمل السياسي رهينة بظروف مجتمعها مشيرة إلى أن درجة هذه المشاركة تتوقف على مقدار ما يتمتع به هذا المجتمع من حرية وديمقراطية من الناحية السياسية وعلى ما يمنحه من حريات اجتماعية للمرأة لممارسة هذا العمل". واعتبرت السيدة امكملتو أن المشاركة السياسية للمرأة تعد أحد المؤشرات الهامة لمعرفة مستوى السير في عملية التحديث والتنمية. وأكدت على أن "قضية تمكين المرأة سياسيا وتعزيز مشاركتها الفعالة في العمل السياسي لم توليها الأحزاب السياسية اهتماما في العديد من دول العالم، وذلك بسبب الواقع الاجتماعي السائد ورسوخ النظرة الدونية للمرأة . و من اجل تعزيز تواجد المرأة في العملية السياسية في المجتمع، دعت السيدة امكملتو إلى تطوير مشاركة المرأة في الأحزاب والحركات السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني، خصوصا التي تسعى إلى فسح المجال أمام مشاركة المرأة السياسية، وإبراز دورها. وأشارت في هذا الصدد إلى وجود قوانين معاصرة تقر بالحقوق الأساسية والمشروعة للمرأة وضامنة لحريتها ومساواتها. وأبرزت المتدخلات باسم الوفود الدولية المشاركة أن هذه الندوة تشكل مناسبة لتبادل الخبرات والأفكار بين المشاركين وتبادل الرؤى حول واقع المرأة ببلدانهن، مشيرات إلى أن المجتمعات الأكثر تطورا هي تلك التي تعرف إشراكا حقيقيا للمرأة. ودعين إلى تعميق مشاركة المرأة في الحياة السياسية وإلى فسح المجال أمامها، إلى جانب الرجل، من اجل المساهمة في تدبير الشأن المحلي، مشددة على ضرورة انخراط المرأة بشكل فعلي في العمل السياسي بهدف تحقيق توازن نوعي. وأشدن بالاهتمام البالغ التي تحظى به المرأة المغربية منوهات بالإصلاحات العميقة التي يعرفها المغرب في مختلف المجالات. وتهدف هذه الندوة التي يحتضنها قصر المؤتمرات على مدى ثلاث أيام إلى التحسيس والتوعية بأهمية مشاركة المرأة في العمل السياسي عبر وسائل الإعلام، وإعداد كوادر نسائية من مختلف الأحزاب السياسية لتكون مؤهلة للمساهمة في تنمية الشأن المحلي ، وترسيخ الوعي بحقوق المرأة في كافة المستويات إضافة إلى تعزيز وتحصين المكتسبات التي تم تحقيقها على المستويين السياسي والقانوني . وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة الدولية، التي حضرها العامل المكلف بالكتابة العامة لعمالة إقليمالعيون السيد حميد الشرعي وعدد من المنتخبين، بتكريم الأستاذ الحبيب عيديد لما أسداه من أعمال جليلية من اجل النهوض بمستوى فعاليات المجتمع المدني بالأقاليم الجنوبية وبمدينة العيون على وجه الخصوص وإسهاماته الثقافية والأدبية والإعلامية. وستتواصل أشغال الندوة بتنظيم ثلاث ورشات تتمحور حول "النساء والشفافية والنزاهة في تدبير الشأن المحلي" و"دور المجتمع المدني في نشر ثقافة حقوق الإنسان" و"مساهمة الإعلام في تعزيز مشاركة المرأة في العمل السياسي".