سامسونغ تزيح آبل عن عرش صناعة الهواتف و شاومي تتقدم إلى المركز الثالث    حريق كبير قرب مستودع لقارورات غاز البوتان يستنفر سلطات طنجة    احتجاج تيار ولد الرشيد يربك مؤتمر الاستقلال    حكيم زياش يتألق في مباريات غلطة سراي    تطوير مبادرة "المثمر" ل6 نماذج تجريبية يَضمن مَكننة مستدامة لأنشطة فلاحين    زلزال بقوة 6 درجات يضرب دولة جديدة    الأكاديمية تغوص في الهندسة العمرانية المغربية الإسبانية عبر "قصر الحمراء"    حالة "البلوكاج" مستمرة في أشغال مؤتمر حزب الاستقلال والمؤتمرون يرفضون مناقشة التقريرين الأدبي والمالي    بوزنيقة : انطلاق المؤتمر 18 لحزب الاستقلال بحضور 3600 مؤتمر(فيديو)    ممثل تركي مشهور شرا مدرسة وريبها.. نتاقم من المعلمين لي كانو كيضربوه ملي كان صغير    الرابطة الرياضية البيضاوية يؤكد ان الوحدة الترابية قضيتنا الاولى    طقس السبت: أمطار وطقس بارد بهذه المناطق!    جمارك الجزائر تجهل قانون الجمارك    رئيس بركان يشيد بسلوك الجمهور المغربي    المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات : المغرب مركز أعمال من الطراز العالمي    فضّ الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية: ماذا تقول قوانين البلاد؟    بركة يتهم النظام الجزائري بافتعال المؤامرات وخيانة تطلعات الشعوب المغاربية    الصحراء تغري الشركات الفرنسية.. العلوي: قصة مشتركة تجمع الرباط وباريس    على هامش المعرض الدولي للفلاحة.. إطلاق هاكاثون الذكاء الاصطناعي للفلاحة القادرة على الصمود أمام التغير المناخي    شبكة جديدة طاحت فالشمال كتبيراطي شبكات الاتصالات الوطنية وها المحجوزات    اكتشف أضرار الإفراط في تناول البطيخ    "طوطو" يشرب الخمر أمام الجمهور في سهرة غنائية    أكبر صيد أمني منذ عشر سنوات.. 25 طنا من الحشيش المغربي تدخل أوروبا    كورونا يظهر مجدداً في جهة الشرق.. هذا عدد الاصابات لهذا الأسبوع    رئيس اتحاد العاصمة صدم الكابرانات: المغاربة استقبلونا مزيان وكنشكروهم وغانلعبو الماتش مع بركان    البطولة الوطنية الاحترافية "إنوي" للقسم الأول (الدورة ال27).. الشباب السالمي يتعادل مع ضيفه مولودية وجدة 0-0    المغرب يعتزم بناء مزرعة رياح بقدرة 400 ميغاوات بجهة الشمال    تتويج 9 صحفيين في النسخة الثامنة للجائزة الكبرى للصحافة الفلاحية والقروية    الأمثال العامية بتطوان... (583)    السعودية تحذر من حملات الحج الوهمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي    تفريغ 84 طنا من منتجات الصيد البحري بميناء مرتيل خلال الأشهر الثلاثة الأولى لسنة 2024    قميص بركان يهزم الجزائر في الإستئناف    عطلة مدرسية.. الشركة الوطنية للطرق السيارة تحذر السائقين    للجمعة 29.. آلاف المغاربة يجددون المطالبة بوقف الحرب على غزة    مقتل 51 شخصا في قطاع غزة خلال 24 ساعة    الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط    مندوبية السجون تغلق "سات فيلاج" بطنجة    بيدرو روشا رئيساً للاتحاد الإسباني لكرة القدم    دراسة: التمارين منخفضة إلى متوسطة الشدة تحارب الاكتئاب    الأمير مولاي رشيد يترأس بمكناس مأدبة عشاء أقامها جلالة الملك على شرف المدعوين والمشاركين في المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب    ‬غراسياس ‬بيدرو‮!‬    الصين تؤكد التزامها لصالح علاقات مستقرة ومستدامة مع الولايات المتحدة    بايتاس : الحكومة لا تعتزم الزيادة في أسعار قنينات الغاز في الوقت الراهن    "شيخ الخمارين ..الروبيو ، نديم شكري" كتاب جديد لأسامة العوامي التيوى    سعر الذهب يتجه نحو تسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    احتجاجا على حرب غزة.. استقالة مسؤولة بالخارجية الأمريكية    الشرقاوي يسلط الضوءَ على جوانب الاختلاف والتفرد في جلسات الحصيلة المرحلية    تطوان .. احتفالية خاصة تخليدا لشهر التراث 2024    محمد عشاتي: سيرة فنان مغربي نسج لوحات مفعمة بالحلم وعطر الطفولة..    بروفيسور عبد العزيز عيشان ل"رسالة24″: هناك علاج المناعي يخلص المريض من حساسية الربيع نهائيا    السعودية قد تمثل للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون    عرض فيلم "أفضل" بالمعهد الفرنسي بتطوان    مؤسسة (البيت العربي) بإسبانيا تفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها ال18    الأمثال العامية بتطوان... (582)    جراحون أميركيون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي    لأول مرة في التاريخ سيرى ساكنة الناظور ومليلية هذا الحدث أوضح من العالم    في شأن الجدل القائم حول مدونة الأسرة بالمغرب: الجزء الأول    "نسب الطفل بين أسباب التخلي وهشاشة التبني"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدار البيضاء : مثقفون وباحثون يناقشون الثقافة المغربية والبحث العلمي
نشر في مراكش بريس يوم 07 - 06 - 2014


شارك
مراكش بريس
نظم مختبر السرديات للخطاب والدراسات المُقَارِنَة، وتكوين دكتوراه الخطاب السردي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، الندوة العلمية الأولى للباحثين في الدكتوراه، في محور "قضايا في الثقافة المغربية"، وذلك يومي الأربعاء والخميس 04 و05 يونيو2014. بقاعة عبد الواحد خيري.
ورامت هذه الندوة فتح النقاش في بعض قضايا الثقافة والأدب بالمغرب، قديمه وحديثه، ودراسة بعض متونه المتعددة والمتنوعة كما وكيفًا، حيث شكل المغرب ،ومنذ القديم بوتقة انصهرت فيها ثقافات وحضارات كل الذين استوطنوه. إضافة إلى انفتاحه وقربه من الأندلس/أوروبا، وكونه بوابة إفريقيا والعالم العربي والإسلامي، وموطن الكثير من العلماء والرحالة، ونوابغ الشعراء، والمتصوفة، والمجاذيب، وحتى البهاليل، والسحرة، والكهان … وغيرهم ممن مبثوثة أفكارهم، وأقوالهم، وأحلامهم في مضان مختلفة: ككتب الرحلات، وكتب التاريخ، والنوازل الفقهية، والتراجم والطبقات،…بحيث طبعوا بمياسم متعددة كينونة الإنسان، والحياة، والأدب، والثقافة.
وأشرف على تنظيم هذه الندوة طلبة تكوين دكتوراه الخطاب السردي، وبمشاركة طلبة وحدة "الحضارات الفرنكوفونية والمقارنة"، ونسق أشغالها د/ شعيب حليفي مدير"مختبر السرديات للخطاب والدراسات المُقَارِنَة"، وعرفت مشاركة 20 طالبا باحثا وامتدت على سبع جلسات.
وعرفت الندوة في يومها الأول ثلاث جلسات، سير أشغال أولاها الناقد عثماني الميلود، الذي أكد على أهمية الندوة في تجسير التواصل بين الباحثين، وطلبة الكلية، ومع المثقف المتابع لحيوية الجامعة، كما اعتبرها ضربا من التمرين والتمرس للباحثين. وكان أول متدخل هو الباحث، إبراهيم أزوغ الذي سعى إلى تقديم قراءة لنص: "كتاب أصول أسباب الرقي الحقيقي" للفقيه لأحمد بن محمد الصبيحي"، وأتت هذه القراءة لاستجلاء الطموحات والأحلام المستقبلية للمثقف المغربي في الرقي والتقدم، واجتهاده في تشخيص وحصر أسباب تخلف واقعه الراهن، والعوائق التي تحول دون الإصلاح والمدنية، مما جعل من النص نتاجا لأسئلة الواقع والحاجة، الحلم والحقيقة، ونتاجا لتمزقات الأنا في صياغة شروط التقدم بين الرغبة في الاجتهاد والتجديد، والارتباط والارتهان للتقليد.
وقارب المتدخل الثاني ناصر ليديم موضوع "مواجهة الموت"، من خلال نص نفيس بعنوان "رسالة دواء الموت" لسيدي محمد السليطن المراكشي، عبر سبر أغوار الأنساق الثقافية المضمرة في النص بمختلف أبعادها، وتجلياتها الثقافية وخاصة فيما يتعلق باستحضار المكون المحلي، والبيئة السوسيوثقافية، حيث يتميز هذا النص الثقافي بطابع شائق على مستوى الجرأة في التعبير عن الأفكار بشكل يجعله من النصوص التي تعكس روح عصرها وبنيتها الثقافية ومؤثراتها السوسيومعرفية. كما تناولت الورقة طابع السخرية والهزل في هذا النص الثقافي الذي يجعله من النصوص التي قد تجد لها مكانا في أدب السخرية.
المتدخل الثالث الباحث سالم الفائدة ، ساهم بورقة عن الفقيه الشاعر عبد السلام جسوس، وقد سعى فيها إلى الكشف عن حقيقة اغتيال هذا العالم المغربي في القرن الثامن عشر في عهد السلطان المولى إسماعيل وذلك من خلال التركيز على خمسة محاور أساسية ،وهي جدل الثقافي والسياسي،سيرة الفقيه الشهيد،قضية تمليك عبيد البخاري محنة واغتيال الفقيه ، الأسباب الحقيقية لاغتيال الفقيه،ثم في رثاء الفقيه. وقد قاده البحث في ثنايا هذه المصادر وغيرها إلى الوقوف على عدد من المعطيات والقرائن المهملة على هامش النصوص،وبالتالي التشكيك في الرواية التاريخية التي تشير لموت جسوس نتيجة موقفه من قضية "تمليك العبيد"فقط بل ثمة أسباب تبدو مقنعة لم يُنتبه لها ويُرجح أن تكون سببا في محنته واغتياله،أسباب ذات عمق سياسي بامتياز .
وترأس الجلسة الثانية، ذ/ قاسم مرغاطا الذي نوه بدور مختبر السرديات في إنتاج جيل من الشباب الأحرار عبر الحفر في البيئة المغربية، بتلق جديد ورؤية خاصة في الثقافة المغربية، وأعطى الكلمة للمتدخلة الأولى سلمى أبراهمة، التي تطرقت إلى موضوع أصبح لافتا للانتباه، يهم انتشار كتب السحر في المغرب، مشيرة إلى تكرر الإشارة قديما في كتاب الليالي إلى كون السحرة ينحدرون من المغرب، وإلى إصرار دور نشر مغربية أردنية ومصرية على إعادة طبع وإصدار كتب سحر لمغاربة وإتاحتها في المكتبات للجمهور الواسع.
واعتبرت الباحثة أبا العباس البوني المتوفي بالقاهرة سنة (1225)أحد هؤلاء المغاربة، إذ كان أول من جمع المعارف والعلوم الخفية التي كانت حكرا على حلقات الفقهاء السحرة في مغرب القرون الوسطى، وصنفها في كتب أهمها " منبع أصول الحكمة"و"شمس المعارف الكبرى".
وقدمت المتدخلة الثانية الباحثة سلمى جلال، قراءة في رواية عمر منيرRaïssouni le magnifique" (الريسوني الرائع) الذي اختار السرد الذاتي لمسار شخصية الريسوني، عبر الوقوف عند جوانب من حياته غير المعروفة لدى الجميع، حيث يسرد الريسوني داخل الرواية بلسانه بطريقة سلسة ومشوقة، أبرز محطات حياته، وقد سلطت الباحثة الضوء على الجانب النفسي لبطل الرواية.
وبحثا في "خصوصية التأليف التاريخي المغربي في زمن القلاقل والاضطرابات"،تطرق الباحث أحمد بلاطي، إلى كتاب "تاريخ الدولة السعيدة"أو "تاريخ الدولة العلوية" المشهور "بتاريخ الضعيف الرباطي"، الذي يعتبر من أهم المصادر الموثوقة عن تأسيس الدولة العلوية وبداياتها، وتكمن أهميته في أن صاحبه عاصر الأحداث الكبرى التي دونها واحتك بمصادره احتكاكا مباشرا، دون أن يكون له أي منصب رسمي في الدولة الوليدة. كما أن بواعث التأليف لم تكن تكليفا رسميا ولا وظيفة بل اختار الضعيف الرباطي التجرد لهذه المهمة بدون طلب من أحد.
وقارب صاحب المداخلة الرابعة، الباحث محمد تغولت نمير"التصوف الشعبي في المغرب، من خلال إشكالية المفهوم،حيث ارتأى الجواب عن السؤال الإشكالية وهو مفهوم التصوف الشعبي، انطلاقا من أسئلة إشكالية تبحث في الوجود المعجمي للكلمة، ودلالة التصوف المرجعية، وللمقصود بالشعبي: أهو اعتقادات وممارسات وتصورات للتصوف؟ وهل التصوف خاص أم عام؟ وما هي مظاهره؟ وتجلياته على مستوى الممارسة والاعتقاد؟ وما أسباب انتشاره؟ وماهي أدبياته؟…
وخلافا لجميع جلسات الندوة، قدمت أوراق الجلسة الثالثة من طرف الطلاب الباحثين ضمن "مختبر الحضارات الفرنكوفونية والمقارنة"، باللغة الفرنسية، وترأستها د/ سميرة دويدر ، التي أكدت على أهمية هذه الندوات في خلق التلاقح الفكري، وخدمة الثقافة والأدب المغربي، ومد جسور التواصل بين مختبرات البحث داخل الكلية.
وتحدثت المتدخلة الأولى مرية عزام، عن "المظاهر الثقافية المغربية في اللغة الفرنسية"، مبينة تبوأ اللغة الفرنسية في المغرب منزلةً رفيعة، حتى أنها كانت اللغة الأجنبية "المفضلة" عند المغاربة، بالرغم من التغيرات الكثيرة التي لحقتها، فكانت وسيلة التواصل الأساسية كتابة وتواصلا. وهكذا، تملّكها مستعملوها، وثبتوا أقدامهم من خلال إبداعات مختلفة، من مثل: النصوص الأدبية والأغاني والشعر الاجتماعي (slam) والحوارات والأعمال الهزلية. وعنيت في ورقتها بالتعالق الوثيق بين الثقافة واللغة، وبصفة خاصة بحضور مختلف المظاهر الثقافية المغربية في اللغة الفرنسية، باستثمار كل الحوامل الثقافية.
وتطرقت مداخلة الطالبة الباحثة فاطمة الزهراء الجامري، إلى "الفضاء في رواية الطاهر بن جلون "موحا الأخرق، موحا الحكيم"، بالنظر إلى كونه يشكّل إطار الحكاية الذي يقصّ علينا حياةَ رب الأسرة، مثله في ذلك مثل أقوال المجنون، التي لا تخلو من الشعرية والهذيان، التي تنطلق عاليا وتتحرّر كاشفة عن لغة ممنوعة يتكلمها الأشخاص المنبوذون إلى زوايا الصمت واللامبالاة، حيث يتصف المنزل الأبوي بمجموعة من السمات المميِّزة منها: الرقّ وسوء المعاملة وتعدد الزوجات والاحتقار والعدوانية. إنه منزل تقليدي، يعكس حقيقة خاصة بالمجتمع المغربي القديم، ويصوّر ظلمه للمرأةَ، على حد تعبير الباحثة. والتي رصدت معتمدة على الدراسة التأملية أن المنزل التقليدي المغربي قد كان مكانا ينتصر للرجل، بنفيه وجود المرأة، وانتصاره للظلم الاجتماعي وللجهل، وهو ما يفضحه الطاهر بن جلون، في ثنايا إنتاجه الأدبي.
وقدم المداخلة الرابعة "الظواهر الخارقة في المغرب"، معاذ جمودي، وتطرق من خلالها إلى غنى الثقافة المغربية ساعيا إلى دراسة الغريب والخارق، ومساءلة بعض من الممارسات والمظاهر في ثقافتنا. وفي الواقع، مقترحا تتبعالظواهر الخارقة في المغربعن كثب ، لكي نفهم فهما أفضل هذا المكوّن من ثقافتنا، وذلك وفق لحظات ثلاثة: الخارق: محاولة للتعريف. والمغرب: بلد الغرائب، ثم وظيفة الخارق ومنزلته في الفكر المغربي.
وعرض الباحث الموريطاني سار نديان بايدي في مداخلته "نظرة موريتانية إلى الثقافة المغربية: محاولة في تحليل القيم الناظمة"، انطلاقا من رؤية خارجية، ولكنها ليست أجنبية تماما، مادامت أوجه التشابه بين الثقافتين الموريتانية والمغربية حاضرة، محاولا أن يجمل بعض القيم الناظمة للشخصية المغربية، والتي تحكم نفسها وتفرض عليها، على نحو معين، نمطا من الكينونة. ومن أجل ذلك، ميّز بداية بين الهوية الفردية والهوية الجماعية، وبيّن كيف يسيطر الجماعي على الفرديّ في المجتمع المغربي. وعمل، بعد ذلك، على توضيح يخل القصور الفرديّ بالأسرة وبالجماعة برمتها.
وخلال اليوم الثاني من هذه الندوة استمع الحضور لثلاث جلسات، سير الجلسة الأولى،د/ عبد الرحمان غانمي، الذي أكد على الاستمرار اللافت لأنشطة المختبر على الصعيد الوطني والعربي، وتناول الكلمة بعده الطالب الباحث محمد الدوهو، مقدما ورقته المتمحورة حول "بنية المحكي والمرجع في نافذة على الداخل"، لأحمد بوزفور. متسائلا عن المتكلم في هذه المجموعة القصصية".وهو سؤال سيكشف الجواب عليه أن الرؤية السردية في مسار الكتابة القصصية عند أحمد بوزفور وصل إلى مستويات سردية تجعلنا نصرح أن هذه المجموعة تسمو ببوزفور إلى الكونية.
هذا، وتناولت الورقة الثانية وهي ليونس لشهب،"الرحلة السفارية المغربية: الثوابت والمتغيرات"، من خلال ستة متون:رحلة الصفار إلى فرنسا، سنة 1845، والرحلة الإبريزية إلى الديار الإنجليزية، للفاسي، سنة 1860. وإتحاف الأخيار بغرائب الأخبار، لإدريس الجعيدي السلوي، سنة 1876.والتحفة السنية للحضرة الحسنية بالمملكة الإصبنيولية، لأحمد الكردودي، سنة 1885… ، دارسا ثوابت الرحلة السفارية ومتغيراتها، مع التنصيص على مستويات الخطاب الموازي (العنوان والمقدمة). ثم الخصائص الفنية ومدى حضور مقومات النوع الرحلي، و صورة الآخر في متخيّل الرحالة المغربي.
في حين إنصبت الورقة الثالثة لميلود الهرمودي، على محاولة رصد "تجليات المأساة في الروايةالمغربية"، انطلاقا من "مساء الشوق" لشعيب حليفي نموذجا، حيث ارتأى الكشف عن مأساة المجتمع المغربي كما تناولتها الرواية، محاولا تتبع هذه المآسي عبر ثلاثة أجيال كانت شاهدة على آلام المجتمع المغربي في العقد الساخن، من خلال الوقوف عند أشكال المأساة عند كل جيل على حدى، والأسباب الكامنة وراء الإحساس بالإحباط والفشل.كما أشاد بهذا العمل الروائي الذي قدم صورة عميقة عن معاناة الطبقة الهشة في صراعها مع الطبقة المهيمنة، الساعية إلى بسط نفوذها بشتى الأشكال، وإخضاع المجتمع – خاصة الطبقة العاملة- لرغباتها ومصالحها.
وترأس الجلسة الخامسة د/ حكيم الفضيل الإدريسي، والتي شملت ثلاث أوراق، قدم أولاها محمد عرش، وعنونها ب "الثقافي والإيديولوجي في شعر محمد بنطلحة"، موضحا الفرق بين الثقافة والإيديولوجيا، وأهمية الثقافة في تحديد وبلورة الإيديولوجيا، وكيفية ارتباطهما معا انطلاقا من "نشيد البجع" وما يتلوه من أعمال. وقدم الورقة الثانية الطالب الباحث محمد محي الدين، والتي اتخذت من "شعرية الخطاب الصوفي في الشعر المغربي المعاصر" موضوعا، ومن ديوان "العبورمن تحت إبط الموت" لأحمد بلحاج آيت وارهام نموذجا، ، باحثا مدى استلهام الديوان للمتخيل الصوفي، الذي تجلى على حد تعبيره في اعتماد المعراج الصوفي كآلية جمالية في المبنى، ووسيلة مركزية لأداء المعنى، بدا من خلالها (الديوان) مسكونا بأصداء لنصوص صوفية كمنظومة "منطق الطير" للعطار، و"المواقف والمخاطبات" للنفري، وكتاب "الإسرا إلى مقام الأسرى" لابن عربي الحاتمي، ثم انتقلبعد ذلك لتحديد جماليات وأسرار، تثبت صلة الديوان بالتصوف في مناحي أخرى كالمكان والتوظيفات الحروفية، والعددية واللونية…
واختمت هذه الجلسة بورقة الطالب الباحث حميد لغشاوي "الشعر الغنائي بالمغرب"الزجل والعيطة نموذجا، حيث قدم قراءة في دواوين الزجال المغربي ادريس مسناوي أمغار. وعيطة "مولاي عبد الله أمغار" قصيدة مغناة للفنانة فاطنة بنت الحسين ومجموعة أولاد بن اعكيدة تَمَّ تفريغها من أسطوانة).
وتفضل د/ إدريس قصوريبترأس الجلسة السادسة، المتمحورة حول "النقد الأدبي في المغرب وسؤال المنهج"، وقدم أولى مداخلاتها المتمحورة حول"عباس الجراري نموذجا للباحث في الأدبالمغربي"، الطالب الباحث آيت الشريف العربي، مركزا على أهداف الجراري من البحث في الأدب المغربي، والمناهج التي ارتضاها سبيلا للبحث (الإقليمي، التاريخي، الأكاديمي العلمي….)، وعلى لغتهالتقريرية المباشرة. في حين قدم ثاني مداخلاتها، الطالب الباحث، أحمد الحسيني، وشملت "المثاقفة وإشكالية المنهج في النقد الأدبي الحديث بالمغرب"، المنهج السيميائي أنموذجا.وسعى إلى البحث في قضية من أهم قضايا الثقافة المغربية المعاصرة. وهي قضية المثاقفة النقدية، باعتبارها بابا من أبواب المثاقفة بشكلها العام، مركزاعلى المنهج السيميائي باعتباره واحدا من المناهج التي سجلت حضورا واضحا في المشهد النقدي المغربي. وبناءً على ذلك وقف على إشكالية المثاقفة النقدية المغربية مع الآخر بالكشف عن طبيعتها وسياقاتها التاريخية والثقافية وعلاقتها بالهوية النقدية المغربية، كما تطرق إلى وضع المنهج السيميائي في النقد المغربي.
وعرض الطالب الباحث سليمان حجاجي المداخلة الثالثة التي عنونها ب "إشكالية المنهج في النقدالمغربي الحديث"، مبرزا السيرورة التي مر منها التفكير المنهجي خاصة عند الغربيين تمهيدا لظهور علم خاص بالمناهج هو علم المنهج Méthodologie، أما المحور الثاني فقد خصصه لمحاولة رصد أنماط التطبيقات المنهجية لدى مجموعة من النقاد المغاربة ملمحا إلى ما يشوب بعض تلك التطبيقات من خلل خاصة عند دعاة ما يسمى بالمنهج التكاملي المبني على التلفيق بين عدة مناهج مختلفة مما يخلق منهجا هجينا.
وعقدت في مساء اليوم الثاني، جلسة سابعة ختامية، ترأسها الأساتذة المشرفون على بحوث الدكتوراه، وأجري خلالها تقييم لعمل الندوة، خلص إلى تناغم موضوعاتها وقضاياها، نتيجة لتقاطع الثقافي والاجتماعي… في الثقافة المغربية، وكونها ترمي عن قوس واحد يتمثل في أزمة المثقف والثقافة. كما أجمع الجميع على ضرورة طبع أشغال الندوة ضمن كتاب جماعي. ومواصلة سيرورة الأنشطة التي دأب المختبر على تنظيمها.
شارك


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.