العابر للمسلك الطرقي الرابط بين ميدلت ولقصابي يشعر –لأول مرة في حياته- بالمعنى الحقيقي لغبن الأوطان للمواطنين، وإذا ما كان غير مهتم بشأن السياسة والسياسيين ووجع الرأس الذي ينتاب من يخوض بالحديث فيهما فإن هذا العبور سيكون فرصة له ليشرع في التساؤل عن مصير ما تقبضه الدولة –غصبا عنا- من أموال الضرائب والجبايات المباشرة وغير المباشرة إن لم تستطع حتى أن تستصلح له مسلكا يعبره آمنا في اتجاه ميسور ونواحيه أو ما يصطلح عليه: "مقدمة المغرب غير النافع"، أو "بلاد المعتقلات والنفي الداخلي". لعله من سوء حظ هذا المسلك أنه ليس ممرا دائما للمسؤولين ما عدا رئيس المجلس القروي لجماعة لقصابي الذي يتفضل بتواضعه بفسح الطريق لباقي السائقين للعبور لأن الطريق بالكاد تكفي سيارة واحدة إذا ما حالفها الحظ ولم تقع في حفرة أو هامش حاد يئن له مطاط العجلات، ولعله من حسن حظ المسؤولين أن ساكنة هذه الناحية حباها الله بنعمة الصبر وتفويض أمرها إلى الله بدل خروجها في مسيرات في اتجاه مراكز القرار. ونقول لأبناء البلد من ساكنة جماعة لقصابي الذين يستعدون للعبور من الخارج في اتجاه بلدتهم: إن حكومتكم قد أعدت لكم "ولسياراتكم المتهالكة شأننا من جراء الأزمة التي نشتكي معاً ثقلها".. أعدت لكم طريقا يقود إلى الموت، ولهذا فعليكم أن ترددوا الشهادتين وأنتم تجتازون هذا الممر، ولا تنسوا وأنتم في ميدلت أن تحصلوا على ثلاثة أرقام هاتفية ضرورية قبل عبور طريق الموت هذا: رقم هاتف ميكانيكي- ورقم هاتف ديباناج- ورقم هاتف الإسعاف والطوارئ.. ورحلة موفقة، وسفر وآمن ..