احتفل منتسبوا وضيوف زاوية سيدي حمزة ضواحي مدينة الريش بذكرى المولد النبوي الشريف في أجواء يغلب عليها طقوس وعادات يرى فيها الخلف إحياءا لسنة السلف الذي كان يدأب كل سنة على تلك الاحتفالات مند تأسيس الزاوية على يدها أبي سالم العياشي قبل قرابة الأربع قرون . ولعل ما يميز تلك الاحتفالات نجد طقس " قصعة " الطعام وهي مربط الفرس عندنا , وللوقوف على الموضوع انتقلنا لعين المكان حيث الاحتفالات لنقل صورة من الواقع الاحتفالي للقارء الكريم , وقد استعنا في جمع المعلومات على بعض أهل البلدة وبعض المقدمين المنتمين للزاوية . يقول دليلنا أن طقوس " القصعة " تبتدئ مند يوم 10 من ربيع الأول حيث يقوم النساء في "أحندير " مكان الطهي بغسل الاواني في إشارة للإستعداد للحفل , في اليوم الموالي يشرع النسوة في إعداد اللحم بعد الإتيان بعجلين من قبيلة أيت وفلا وقبيلة أيت آوفلة , وتحضير ما مقداره 1 قنطار من القمح بعد إعداده لذلك مند الصباح وحتى الليل ليتم استئناف المراحل الأخيرة لطهي الطعام مند فجر يوم 12 الذكرى أي ربيع الأول . في الصباح قرابة الساعة 10 يتم إخراج القصعة من " أحندير " ذلك المنزل الذي يوجد في الطابق السفلي لمكتبة العالم الرحالة أبي سالم العياشي , " القصعة " التي يفوق قطرها المتر وارتفاعها ما يربو عن 20 سنتيم , يتم يضع تلك الكميات الكبيرة من الطعام واللحوم بالإظافة للزبيب والبيض . من " "أحندير" يحملها 10 عبيد من الزاوية حسب الطقوس المعمول بها , حيث تمر في أزقة القصبة المظلمة في اتجاه المسجد , لتناولها يتقدم في البداية أحفاد الوالي الصالح أبي سالم العياشي ثم الطلبة والفقهاء ثم الضيوف فسكان القبيلة , وبعد الانتهاء يتم إرجاعها لأحندير حيث يتم إعدادها للنساء اللواتي يأكلن داخله . على هامش إدخال " القصعة " للمسجد تقوم فرق محلية تقليدية بقرع الطبول خلال جولة مع أهل القرية إلى جانب توافد الزوار حيث ترفع أطباق وأعلام ملونة على نغمات الفرقة , والمقصد منها على حد قول دليلنا هو صرف الحضور خاصة الأطفال عن القصعة التي تقدم للضيوف بالمسجد . إثر ذلك وفي الختام ينتهي الموسم السنوي بجلسات شاي ترحيبية على شرف الضيوف تعقبها إيقاعات الحضرة التي لوحظ تفاعل بعض الحضور من الشباب والنساء عليها .