بورصة البيضاء .. أداء أسبوعي على وقع الانخفاض    بكالوريا 2025.. نسبة النجاح تفوق 87 في المائة بجهة الشرق    المغرب يحتفي باليوم الوطني للتبرع بالدم لتعزيز روح التضامن والإنقاذ        جيلان تتألق في "ها وليدي": ملحمة فنية مغربية تنبض بالحب والولاء للوطن.. المغرب لا يُغنى عنه، بل يُغنّى له    برقية تعزية ملكية إلى رئيسة جمهورية الهند على إثر تحطم طائرة ركاب هندية    إسرائيل تواصل غاراتها على إيران ونتنياهو يقول إن "ضررا حقيقيا" لحق ببرنامج طهران النووي    توقيف شخص بسلا بشبهة الاتجار في المخدرات والمؤثرات العقلية    موجة حر تصل إلى 45 درجة تضرب عدداً من أقاليم المملكة مطلع الأسبوع    هبة بناني: لم أتوقع المرتبة الأولى وطنيا .. وهدفي ولوج كلية الطب    "البارادوكس المغربي".. عندما ترتدي السلطوية قناع الديمقراطية    برقية تهنئة من الملك محمد السادس إلى عاهل المملكة المتحدة بمناسبة عيد ميلاده    جمعية: "بيجيدي" يسيء للجالية اليهودية    كأس العالم للأندية.. صيغة جديدة تعد بمتعة أكبر وتنافسية أعلى    تامر حسني يكشف تطورات الحالة الصحية لنجله    "صفعة للاستثمار وضربة لصورة المغرب".. نخرجو ليها ديريكت يكشف كواليس توقيف مشروع فندقي ضخم في قلب الدار البيضاء    مواهب كروية تستحق اهتمام الأندية الكبرى: زياد الإدريسي الجناح الكروي الطائر    حركات استعراضية ومنافسة عالمية.. موتوكروس فري ستايل يعود إلى الرباط -فيديو-    نادي أروروبي جديد يبدي رغبته في التعاقد مع أمرابط    الحكومة تصادق على مشروع مرسوم يهم تحسين وضعية مهندسي العدل    الحسنية توقع رسميا عقودها مع المدرب الرئيسي والمدير الرياضي للحسنية    تكريم الفنانين أحمد حلمي ويونس ميكري في حفل افتتاح مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي    مونديال الأندية.. ميسي "متحمس" وماسكيرانو يشيد بقوة الأهلي    حصيلة وفيات تحطم طائرة هندية ترتفع إلى 270 شخصا    إيران تعلن مقتل 3 علماء نوويين و 2 قادة عسكريين جدد    "غوغل" تطلق ميزة جديدة لتحويل نتائج البحث إلى بودكاست بواسطة الذكاء الاصطناعي    مطالب للحكومة باتخاذ إجراءات ملموسة تحفز اندماج القطاع غير المهيكل بالاقتصاد الرسمي        إسناد تسيير ضريبة السكن وضريبة الخدمات الجماعية إلى المديرية العامة للضرائب    اجتماع وزاري لتفعيل التوجيهات الملكية حول إعادة تكوين القطيع الوطني للماشية    إسرائيل تضرب منصات صواريخ إيران    إيران تقرر إغلاق الأجواء حتى إشعار آخر    لامين يامال يفجر "ضجة كبيرة" بشأن صفقة نيكو ويليامز    الطالبي العلمي يستقبل وفد المنتدى البرلماني الإفريقي لبحث قضايا الدفاع والخارجية    ريال مدريد يضم اللاعب الأرجنتيني ماستانتوونو    "العدل والإحسان": الاعتداء على إيران يؤكد نهج الكيان الصهيوني القائم على العنف والإجرام    أجواء حارة في توقعات طقس السبت    واشنطن.. عرض عسكري غير مسبوق احتفالا بالذكرى ال250 لتأسيس الجيش الأمريكي    بعد رد إيران... سعر النفط يرتفع إلى 74.23 دولار للبرميل    حملة ميدانية واسعة لمحاربة احتلال الملك العمومي بسوق للازهرة بالجديدة    مهنيو و فعاليات الصيد البحري بالجديدة يعترضون على مقترحات كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري    تراجع ملحوظ في كميات وقيمة الأسماك بميناء الناظور خلال الأشهر الأخيرة    اجتماع عمل لبحث إجراءات إعادة تكوين قطيع الماشية على مستوى جهة طنجة-تطوان-الحسيمة    " التحول " معرض فردي للفنانة حياة قادري حسني برواق باب الرواح بالرباط        السبحة.. هدية الحجاج التي تتجاوز قيمتها المادية إلى رمزية روحية خالدة    مهرجان حب الملوك بمدينة صفرو يتوج ملكة جمال حب الملوك    أسماء غنائية عربية تعتلي خشبة موازين في دورته العشرين    ما أحوجنا إلى أسمائنا الحقيقية، لا إلى الألقاب!    مُحَمَّدُ الشُّوبِي... ظِلُّكَ الْبَاقِي فِينَا    شهادات مرضى وأسرهم..    مشاكل الكبد .. أعراض حاضرة وعلاجات ممكنة    قانون ومخطط وطني لمواجهة ظاهرة الحيوانات الضالة بالمغرب    تفشي الكلاب الضالة في الناظور: مخطط وطني لمواجهة الخطر الصحي المتزايد    إمارة المؤمنين لا يمكن تفويضها أبدا: إعفاء واليي مراكش وفاس بسبب خروقات دستورية    متحور ‬كورونا ‬الجديد ‬"NB.1.8.‬شديد ‬العدوى ‬والصحة ‬العالمية ‬تحذر    السعودية تحظر العمل تحت الشمس لمدة 3 أشهر    السعودية تحظر العمل تحت أشعة الشمس لمدة ثلاثة أشهر في جميع منشآت القطاع الخاص    









ربورطاج: تاملوت.. معاناة أبدية مع الثلوج وحطب التدفئة


منظرمن قرية تمالوت "جماعة أنمزي"
24-01-2012 11:42
عبد الإله العكدة/ "أسبوعية الوطن الأن"
في العيش الكريم؛ لكن مقابل عطائها السخي (مياه وثروات غابوية ومعدنية) نأبى إلا تكميم أفواهها وكتم أنفاسها حتى لا تستيقظ ضمائرنا... فتيات وفتيان في مقتبل العمر منهم من مر بتجربة الزواج والطلاق دفنوا أسرار براءتهم وراء جفون ذابلة تملؤهما الحسرة والألم، تقضي اليوم بطوله تترقب بين الجبال والتلال قدوم «غودو» الذي قد يحل معضلتهم الوجودية.
وإن لم تكن بالمجتمع القبلي المغلق وعلى الرغم من انفتاحها الحذرعلى القوانين المخزنية، فإن ساكنة تاملوت كسائر القبائل الأمازيغية بمقدمة الأطلس الكبير (آيت ابراهيم وآيت اعمر...) تحكمها أعراف وتقاليد عبر التاريخ، ساهمت في الحفاظ على تماسك القبيلة وضمنت استمرار قيم التكافل والتضامن بين مختلف أفراد القبيلة، واستطاعت بذلك تحصين موروثها الحضاري والثقافي. وفي هذا الإطار تندرج ظاهرة:إزماز وخطوبة الأطفال المبكرة.
إزماز: الضريبة أو العقوبة الزجرية التي يفرضها المجلس القبلي على كل خارج عن قراراتها ومواقفها وقد تصل العقوبة لمستوى المقاطعة الإجتماعية والإقتصادية. وبخصوص الخطوبة المبكرة للأطفال، فهي من المواضيع التي يتكتم عنها كثيرا، ربما كان ذلك بسبب الحساسية البالغة للظاهرة أو تجنبا للتأويلات والإتهامات التي قد تنال من سمعة القبيلة. ونظن جازمين أن المدخل الحقيقي لتجاوز معاناة ساكنة المنطقة اللامتناهية، من تونفيت إلى إميلشيل، رهين بتصحيح الخريطة المخزنية الإدارية التي كانت تعتمد مقاربات أمنية وسياسية بدل المقاربات السوسيولوجية والخصوصية الاقتصادية والثقافية، وهي التي ساهمت بشكل كبير في إحكام العزلة على ساكنة المنطقة.
الرحلة إلى تاملوت، جماعة أنمزي بإقليم ميدلت، لم تكن من أجل الرغبة في الخروج من المكان الواحد، ولا رغبة في وصف القرية وسحر طبيعتها، لكن من أجل الكشف عن الغربة التي يعانيها الإنسان وسط الطبيعة في قلب المغرب العميق.
تقع تاملوت في مقدمة الأطلس الكبيرعلى بعد 60 كم من تونفيت و15 كم من أنفكو، تعلو عن سطح البحر بحوالي 200 2 م . ينحدر غالبية سكانها؛ البالغ عددهم 800 نسمة؛ من قبائل آيت يحيى التي قدمت من أغبالو ن كردوس، وتعايشت إلى جوار قبائل آيت أومالو منذ مئات السنين. يمتهن سكان القرية الرعي والفلاحة، وإن كانت التضاريس الجبلية المعقدة لا تسمح باستغلال مساحات كافية للزراعة تمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي للساكنة، حتى الثلوج أو درجات الحرارة المنخفضة على طول الموسم الفلاحي لم تكن تساعد على تطويرها. وأمام هذا الوضع المأزوم الذي فرضته الظروف الطبيعية على قاطني المنطقة يضطر معظمهم للهجرة بحثا عن فرص أخرى للعيش ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.
وفي جولة ل«الوطن الآن» وسط القرية التي تخفيها قمم جبل معسكر، لا حديث للساكنة سوى عن معاناتهم الأبدية مع الثلوج وحطب التدفئة، وفي سؤال طرحته الجريدة على أحد أعيان المنطقة والعضو في المجلس الجماعي بأنمزي (الذي فضل عدم ذكر اسمه) عن موارد الجماعة و مداخيلها من المجال الغابوي وموقفها من النهب والتدمير الذي تتعرض له الثروة الغابوية، أجاب «ليست لنا مداخيل تمكننا من تجاوز المشاكل التي يعاني منها السكان. أما بخصوص الغابة: أسسنا بداية الألفية الثالثة جمعية تعاونية فيها ممثلين عن كل القبائل. وقد كانت تجربة رائدة في مجال تدبير وتوزيع وبيع الحطب، استفاد منها الفقراء كذلك وقطعنا الطريق على ناهبي ثرواتنا الغابوية، لكن تم إفشال التجربة من طرف بعض السكان لغرض في أنفسهم... لا نملك شيئا، والمسؤولون بأنفكو أصبحوا أكثر جشعا من ذي قبل فهم من يهيمن على المساعدات والهبات التي تقدم إلى المنطقة ويستحوذون على كل المشاريع مثل: الإعدادية التي يحاولون بناءها في أنفكو بدل أنمزي التي تعتبر مركزا محوريا لكل الدواويروالقبائل: أكديم وفرعياته،آيت مرزوك». وفي استفسارنا عن انعدام الخدمة في المستوصف العمومي الذي بني سنة 2004، أجاب المستشار الجماعي ببساطة «البناية لم تكتمل لتستقبل المرضى وعند الضرورة نقصد المستوصف العمومي بأنفكو».
لكن التنقل من دوار إلى آخر لم يعد بالهين، خاصة مع تدهور حالة الطرقات التي تآكلت أو ضاعت كليا جراء الإنجرافات والفيضانات التي شهدتهما المنطقة خلال السنة الفارطة قد يتطلب إصلاح تلك الطرق والمسالك وقتا طويلا وبليارات من العملة الصعبة حتى لاتتفاقم عزلة السكان عن العالم الخارجي. وبهذا الخصوص أكد أحد أبناء المنطقة الذي رافقنا خلال هاته الرحلة «قد تقطع الطرق بسبب الفيضانات التي تعودنا عليها كل سنة أو بسبب التساقطات الثلجية لهذا يتم الحرص على اقتناء المواد الأساسية فقط في السوق الأسبوعي وتخزينها: الزيت والسكر والشاي والبطاطس».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.