"وكالين رمضان"..!؟ نحن هنا لا نتحدث عن الذين لا يصومون ويأكلون في نهار رمضان، سواء خفية أو علنا، إما لأنهم غبر مقتنعين بالصيام، أو لأنهم أصلا لا يطبقون باقي الفرائض الإسلامية، فلا يشهدون ولا يصلون ولا يزكون ولا يحجون. فهذا النوع من البشر، الله هو الذي سيعاقبهم إن شاء، وإن شاء غفر لهم، رغم أن الفقهاء يجمعون على أن من ترك الصوم بغير عذر، فإنه يكون قد أتى كبيرة من كبائر الذنوب، لأنه أخل بركن من أركان الإسلام، وواجب من الواجبات العظام. بل هناك من اعتبر تارك الصيام شر من الزاني ومدمن الخمر، فيشكون في إسلامه ويظنون به الزندقة والانحلال. قلت ليس هذا هو موضوعنا، لأن من "يأكل" رمضان عمدا "فمنو اللي خلقوا"، ولكن المشكل، في ذلك الذي يصوم النهار، ويقضي الليل كله في الأكل والشرب من غروب الشمس إلى طلوع الفجر. فرمضان لم يكتب علينا - كما كتب على الذين من قبلنا - من أجل الإسراف في الأكل والشرب، والبحث عن الشهيوات في الأسواق والمتاجر. فهناك من اعتبر من أخطاء ومخالفات آداب الصيام، الاهتمام الزائد في إعداد الفطور. فمن يرى التزاحم والتسابق على شراء المواد الغذائية، وتهافت الناس على الأسواق، رغم غلاء الأسعار، يعتقد بأننا لا نأكل إلا في رمضان، ولا نتسوق إلا في رمضان وليتنا كنا نأكل كل ما نشتري، لأن هناك إحصائيات تشير إلى أن حوالي 40 في المائة مما نشتري بالنهار يرمى في القمامة بالليل. طوابير بالنهار وطوابير بالليل، وتلاسن بين الرجال و"تناتف" بين النساء كأننا في "عام البون". فهل نصوم لله أم نصوم للبطن ؟ إبراهيم الشعبي echaabi_(at)_gmail.com