أصدرت ابتدائية الناظور حكما في الملف الجنحي العادي رقم 11727/13 قضى بإرجاع جواز السفر الفرنسي وبطاقة التعريف لمواطن من جنسية فرنسية وأصول مالية، بعد تقديم الجلسة الخميس الماضي، بدل 25 من الشهر المقبل. وأدانت المحكمة المعني بالأمر المسمى «نونو توري، من مواليد باريس» بشهرين حبسا موقوف التنفيذ وغرامة قدرها ثلاثة آلاف درهم من أجل المشاركة في انتحال هوية الغير والمساعدة على الهجرة السرية ، وبإرجاع الوثائق الثبوتية إلى صاحبها الشرعي، وبالعقوبة نفسها غيابيا للمتابع الثاني في الملف المسمى اوسمان ساكو حبيب، من أجل الدخول السري للتراب الوطني وانتحال هوية الغير، طبقا للظهير 11/11/2003 والفصلين 129 و 285 من القانون الجنائي. وعرفت القضية، تدخلات ديبلوماسية من السفارة الفرنسية وقنصليتها العامة بطنجة، بعد سحب جواز السفر من المواطن الفرنسي وبقاء وضعيته القانونية معلقة، والاحتفاظ به داخل مقر المنطقة الأمنية، بعد انتهاء فترة الحراسة النظرية. وعينت التمثيلية الديبلوماسية محاميا من هيأة الناظور لمؤازرة مواطنها، وهو ما جنبه في آخر لحظة الإبعاد نحو الحدود الجزائرية بعد دمجه مع مهاجرين أفارقة مقيمين بطريقة غير شرعية فوق التراب الوطني، وهو ما اعتبره المعني بالأمر معاملة تمييزية في حقه بسبب لون بشرته.
ووفق ما ذكرته يومية الصباح ، تقدم دفاع السائح الفرنسي بطلب لاسترجاع جواز سفر موكله، وهو الطلب الذي رفضته النيابة العامة، وسلمت له بالمقابل إشهادا رسميا بحجز جواز سفره، إلى حين البت فيه من طرف هيأة الحكم في الجلسة المدرجة في 25 من الشهر المقبل، وهي الجلسة التي تم تقديمها الخميس الماضي، لحسم التبعات القانونية والديبلوماسية التي أثارتها القضية. وكان المواطن الفرنسي قد وضع بتعليمات من وكيل الملك رهن الحراسة النظرية 72 ساعة للتحقيق معه، بعد إيقاف مهاجر سري من دولته الأصلية (مالي) أثناء محاولته الدخول إلى مليلية باستعمال جواز سفره، لكن بعد إطلاق سراحه، قضى يومين إضافيين في مقر المنطقة الأمنية بالناظور، إلى جانب مهاجرين غير شرعيين يحتفظ بهم، ريثما يتم ابعادهم نحو الحدود الجزائرية. وجاء في ملابسات المتابعة، أن المهاجر السري اعترف بسرقته جواز سفر من السائح الفرنسي الذي تعرف عليه أثناء إقامته بالناظور، وصرح الثاني أن الأول استغل ثقته لسرقة جواز سفره، مؤكدا اتصاله به مرارا عبر هاتفه لاسترجاعه منه بطريقة ودية لكنه لم يكن يجيب، قبل أن يرد على إحدى مكالماته شرطي بمركز الحدود، وتقدم بعدها تلقائيا لوضع نفسه رهن إجراءات البحث. عبد الحكيم اسباعي (الناظور)