اِرتأت إدارة مركز الذاكرة المشتركة للسلم والديمقراطية، المُنظمة للمهرجان الدولي للسينما بمدينة الناظور، خلال اليوم الثاني من فعاليات نسختها التاسعة، الاحتفاء بالمصور الصحفي محمد العبوسي، تقديرا وعرفانا بكفاءته المميزة في التصوير الفوتوغرافي في مجال الصحافة والإعلام. ويأتي هذا التكريم الذي خصّه منظمو المهرجان الدولي للذاكرة المشتركة للسينما بالناظور، للمصور الفوتوغرافي محمد العبوسي، عرفانا وتقديرا لتفانيه في عمله خلال الأشهر الماضية منذ بدء تفشي جائحة "كورونا"، كواحد من الجنود الذين اصطفوا على خط الدفاع الأول من الحرب على الوباء. ولم يتوان المصور العبوسي، في الانكباب على عمله الإعلامي وتفانيه في نقل الوقائع والأخبار بالصوت والصورة منذ شهر مارس الفارط وإلى الحين، مواكبا بعدسته أهم وأبرز الوقائع والأحداث التي عرفها إقليمالناظور إبان إقرار قانون الحظر الليلي والطوارئ الصحية للحد من انتشار الجائحة. وفي الوقت الذي رابط فيه الجميع بالمنازل للاحتماء بجدرانها من الفيروس التاجي، والوقاية منه، لم يدخر المصور الصحفي محمد العبوسي جهداً لتقريب المواطنين بالصوت والصورة من الأحداث والوقائع وسط الشوارع العمومي وداخل مصحات الحجر الصحي وأقسام "الكوفيد-19" التي نقل من عقرها سير عمل الأطقم الطبية والتمريضية. وكتب الصحافي بدر أعراب، أن الفوتوغرافي محمد العبوسي "واحدٌ ممّن خاطر خاطر بحياته من أجل نقل "المعلومة المقدسة" التي ظلّ يُفتّشُ عنها بين رُكام وحطام مخلفات حربٍ بيولوجية قاسية رزح الجميع تحت وطأتها، كأنّه يُفتّش عن إبرة وسط كومة قشّ، لكي يقوم تالياً بإيصالها طازجةً بين يدي المواطن، في إطار مواكبة تفاصيل آخر ما اُستجد في ساحة المعركة أوّل بأوّل، من معطيات وتفاصيل وتطورات على مستوى الوضع الوبائي الذي آبت منحنياته التسطيح، عندما كان الأطباء والممرضون الأمنيون أسياد الموقف ومتصدري المشهد ونجوم السوشيال ميديا". واسترسل أعراب "إذ لم يتوان محمد العبوسي كغيره من زملائه الصحافيين الفوتوغرافيين في كلّ الربوع والأقطار، عن حمل عدسته على كتفه كما لو كان عسكريًّا حقيقيا يحمل "كلاشينكوف"، في استعداد تامٍّ لخوض معركة البحث عن المعلومة المفقودة في أتون الحرب البيولوجية؛ وبينما لجأ الجميع على مداها إلى عقر المنازل للاحتماء بجدرانها من شبح الفيروس المَوَّات، كان الصِّحافيّ يواجهُ مصيرًا مفتوحاً على كل احتمالات الخطر، بما فيه احتمال خطر الهلاك وتعريض سلامته الصحية للفتك".