ولاية رنانيا الشمالية تعد من أكثر الولايات الألمانية كثافة، حيث يصل عدد سكانها الى 18 مليون نسمة، وتوجد بها أكبر نسبة من الجالية المغربية مقارنة مع باقي الولايات الأخرى. مساجد الجالية المغربية عديدة يبلغ عددها حوالي 120 مسجد، وتحتل بها الصدارة مقارنة مع مساجد الجاليات المسلمة بذات الولاية. في هذا التحقيق حاولنا أن نجمع المعلومات الكافية حتى تتكون لدى المتلقي صورة واضحة عن ليالي رمضان بدولة ألمانيا عامة وبولاية رنانيا الشمالية خاصة.. البداية كانت مع رئيس مسجد عمر، وهو المسجد الأقرب الى متاجر المغاربة وكذا الى محطة القطار الرئيسية لمدينة دوسلدورف. يقول السيد ميمون بندوح عن برنامج شهر رمضان، أن هناك في البرنامج ثلاثة محاضرات: الصيام وفوائده، الاقتصاد ورمضان، وتربية الأولاد.. كما ستكون مسابقة في تحفيظ وتجويد القرآن، ثم حفظ الأربعين نووية مع رواة الحديث، ويتابع المهندس ميمون.. يوميا ستكون سلسة من الدروس الدينية "تعالى نؤمن بربنا ساعة"، ثم سلسلة ثانية بعنوان "صفوة الصفوة"، هذه الدروس ستكون طيلة أيام رمضان. مواعظ قصيرة بعد صلاة الفجر والإفطار، القيام بأربع زيارات لمستشفيات متفرقة، الإفطار الجماعي مع الأطفال في اٍطار التعليم والتربية الدينية، اٍفطار جماعي مع أفراد من السلطات الألمانية أواخر شهر رمضان قصد التعريف بالدين الاسلامي وأنشطة الجمعية التي تشرف على تسيير مسجد عمر.. زيارة السجون والسجناء، تحضير الفطور يوميا لعدد يتراوح بين 160 و200 صائم من نفقة المحسنين. فيما يخص الاستفادة من خدمات الأئمة والوعاض القادمين من المغرب، يقول السيد ميمون بندوح أن هناك طريقتين مختلفتين.. الأولى عن طريق المجلس المركزي للمغاربة بألمانيا والذي يتخذ من مدينة فرانكفورت مقرا له، والثانية عبر اتحاد مساجد ولاية رنانيا الشمالية الذي تأسس سنة 2010 والذي يشرف عليه السيد يوسف الوعماري وهو في ذات الوقت مشرف على جمعية المحسنين ومسجد فوبرطال. يقول السيد ميمون أن مسجد عمر يفضل الطريقة الثانية على الأولى، نظرا لسوء التوزيع، وكذا لضعف مستوى بعض الوعاظ في الشأن الديني.. حيث يضيف قائلا أن "المسجد في هذه الحالة يحبذ الطريقة الثانية التي يتم فيها التعاون مع اتحاد مساجد الولاية المذكورة الذي وصل عدده الى 23 مسجد، لاستقدام وعاض من المستوى المقبول"، ويضيف مستطردا "القنصلية المغربية تخصص ثلاثة أئمة للاتحاد الذي يفوق عدده 20 مسجدا، وهو الأمر الذي يستحيل معه تلبية رغبات المصليين الذين يتوافدون على المساجد بكثرة خلال رمضان، والذين يصرون بإلحاح على توفير حسن القراءة والإلمام بالفتاوي خاصة تلك التي تلائم وسطهم الاجتماعي". أما السيد حميد أرهو الكاتب العام للجمعية المسيرة لمسجد السلام بمقاطعة الرايس هولس التابعة لمدينة دوسلدورف، والذي يشغل منصب مدير التعليم بذات المسجد يقول عن برنامج رمضان، أن هناك اٍفطار جماعي لحوالي 30 الى 40 شخص من نفقة المحسنين، ثم هناك دروس يومية يلقيها الإمام أو الواعظ، كما أن برنامج رمضان يضم أيضا مسابقات ثقافية لحفظ القرآن والأحاديث النبوية. وقصد التعريف بالدين الإسلامي سوف يستدعي مسجد السلام أعضاء المجلس البلدي لذات المقاطعة لإفطار جماعي.. وتجدر الإشارة أن مسجد السلام سبق أن استضاف الأستاذ مصطفى الرميد قبل تقلده منصب وزارة العدل المغربية، كما استضاف أيضا الأستاذ الحمداوي في محاضرة حول السياسة المغربية والشأن الديني.