لماذا تراجع منسوب إقبال مغاربة العالم على منطقة الريف خلال فصل الصيف؟ وأنا أتجول في العديد من مناطق الريف خلال هذه الفترة التي تعرف توافدا ملفتا لمغاربة العالم إليها، أثار انتباهي نوع من التراجع البَيِّن على مستوى العدد. إذ لم نعد نشاهد ذلك الاكتظاظ والازدحام المعهودَين على مستوى الطرق الرئيسية، الشواطئ، المحلات التجارية، محلات وجبات الأكل وغيرها، مما جعلني أطرح سؤالا مفاده: ألم تَعد هذه المنطقة قِبلة تستهوي أبناءها بالخارج لقضاء عطلتهم السنوية بين ظُهْراني أهاليهم كما كانت في السابق؟ وإن يكن - فَرَضا - الأمر كذلك، فما هي العوامل التي تسببت في ذلك؟ كقراءة شخصية للموضوع، أربط تراجع هذا الإقبال أساسا بمسببات سيكولوجية وهُوياتية ترتبط بمعطى درجة التشبث بالأرض والمأوى الأول، وأخرى اقتصادية تُعنى بالغلاء المُشتكى منه، وعلى جميع المستويات. ناهيك عن المنافسة الشرسة التي تعاني منها المنطقة في مجال الاستقطاب السياحي، داخليا وخارجيا. ثم الافتقار إلى المقومات الجذابة للسياحة القادرة على الاستمالة والمنافسة الحقة عن طريق التسويق الترابي وإبراز مميزات المنطقة. بخصوص النقطة الأولى، أرى بأن أجيال مغاربة العالم على ثلاثة: الجيل الأول، وهو الذي هاجر في الستينيات من القرن الماضي. السواد الأعظم منهم هاجروا من القرى والبوادي، ظلوا مرتبطين ارتباطا وثيقا بموطنهم الأصلي/ القرى، أو بالمدن التي انتقلوا إليها لاحقا، مما جعل عودتهم السنوية، أو لمرتين في السنة، أمرا مضمونا، وبالتالي الاطمئنان إلى توافد نسبة كبيرة من المهاجرين على المنطقة.