في نهار مشمس من صيف تطوان، وصلت أسرة مغربية بعد رحلة طويلة من هولندا، تحمل في حقائبها شوقا للوطن، وطموحا بحياة جديدة في شقة اشتروها بعرق سنين الغربة. كانت تخطط لقضاء عطلة صيفية دافئة في بيتها الجديد، لكن ما وجدوه عند باب الشقة لم يكن مفتاحا، بل صدمة لا توصف. لقد دفعت الأسرة 8 ملايين سنتيم دفعة واحدة لحارس العمارة، مقابل إصلاحات شاملة لشقة تم اقتناءها بأزيد من 75 مليون سنتيم: تركيب مكيفين للهواء، وتجديد الحمام، وتحسين الإضاءة، وتعديلات في الصالون والمطبخ. كل شيء تم الاتفاق عليه عن بعد، عبر هاتف، وثقة، ووعود. والحارس، الذي كان ينظر إليه كرجل موثوق، بدأ منذ اليوم الأول بإرسال "بروفات" من العمل: صور لتصاميم إضاءة الصالون، ونماذج لرشاشات دش الحمام "للاختيار"، ورسائل تطمئن بأن "الأمور تسير على أكمل وجه".