أكثر من 46 مليون متصفح تابعوا "الأحداث" في اليوتيوب العربية: ما إن يكبس أحد المارة "الزر" الذي وضع في إحدى الساحات الهادئة في العاصمة البلجيكية بروكسل حتى يتحول المكان أشبه بساحة حرب أو مزيج من استديوهات السينما، فالمشاهد تأتي سريعة، والأحداث إيقاعها لا يجعل المتفرج "يفكر" إن كانت "تمثيلية" أم واقعية، فكل شيء معد سلفا، وكل حدث مكتوب بحرفية عالية. فما الحكاية؟ قبل الخوض في التفاصيل، فإن أحداث تلك الساحة جذبت في موقع اليوتيوب أكثر من 46 مليون مشاهد لمتابعة أغرب دراما "لايف" إن صح التعبير تقدمها إحدى القنوات البلجيكية للمارة والجالسين في مقاهي تلك الساحة. الحكاية انطلقت من قناة "TNT" البلجيكية التي وضعت جهازا عبارة عن "زر" أحمر كبير فوق منضدة خشبية وسط إحدى الساحات، حيث لافتة على شكل سهم فوقها كتب فيها "اضغط لإضافة الدراما"، وأضافت عبارة أخرى على الطاولة "الناس مدعوون لاستخدام الزر"، لكن غالبية المارة يترددون في الضغط على الزر، إلا "مراهقا" لا يتردد في كبس الزر. فتنطلق الإثارة، حيث تصل سيارة إسعاف، يخرج منها مسعفين يدخلان مبنى، فيخرجان منه رجلا محمولا فوق السرير المتحرك، لكنه يسقط في الساحة، فيحملانه مرة أخرى، ويضعانه في سيارة الإسعاف، ما أن تنطلق السيارة حتى يسقط السرير وفوقه المصاب في الساحة، فيفتح سائق الإسعاف باب السيارة، ليعيد المريض، لكن شابا كان يقود دراجته، يصطدم بباب السيارة، ويسقط.. يغضب ويبدأ بالعراك مع السائق، يصل صديقه ويبدأ هو الآخر بالعراك مع المسعف الآخر. أثناء ذلك، تمر امرأة تقود دراجة نارية وترتدي ملابس البحر، خلالها تأتي سيارة جيب مرسيدس مسرعة ثم تقف فجأة في وسط الساحة، يخرج منها عدد من الشبان، يحملون أسلحتهم النارية ليبدأوا إطلاق النار تجاه "دورية الشرطة" التي كانت تلاحقهم، ويتبادل الطرفان إطلاق النار. يُقتل أحد الشباب ليسقط في الأرض مضرجا بدمائه.. يركب أصحابه سيارتهم الجيب ليفروا من المكان، فتنطلق خلفهم دورية الشرطة. سيارة الإسعاف بدورها تنقل مصابها الأول وتنطلق، يخرج مجموعة من "لاعبي الركبي" من مبنى محاذٍ للساحة ليحملوا الشاب الذي قتل أثناء تبادل النيران فيحملونه إلى داخل المبنى ثم سرعان ما تنزل ستارة من القماش كبيرة من أعلى المبنى مكتوب فيها "هذه الدراما مستمرة بشكل يومي" وفي الأسفل توقيع القناة البلجيكية.
