يفخر أبناء الثمانينيات بكونهم آخر جيلٍ اِستمتع باللعب بوسائل بدائية وَألعاب تقليدية تفتقت عن عبقرية الإنسان البسيط، إذ يكاد يجزم الكلّ على أنّ عند جيل الثمانينيات، توّقفت ألعاب ما سبقهم من أجيال، وطالها نظام الإنقراض، ودخلت رفوف النسيان، قبل حلول عقد التسعينيات الذي مهّد للألفية الثالثة التي أعادت صِياغة ألعاب الأجيال اللاحقة، وفقاً لخصوصية المرحلة الزمنية والثورة الحاصلة في عالم الصناعة التكنولوجية وميدان التواصل الرقمي. اِختارنا لقراء الجريدة الإلكترونية ناظورسيتي، اليوم، ضمن ركن "وَشَمُ الذّاكرة" التي تعوّدنا خلالها على اِستحضار فلتة من فلتات الزمن الناظوري الجميل وومضاته البرّاقة، إحدى الألعاب التي كانت شائعة جداً لدى أبناء الثمانينيات بمدينة الناظور، لا سيما عند أحياء مُحدّدة بعينها، كحيّ لعري الشيخ على الخصوص؛ لُعبة يُطلق عليها باللّهجة الريفية المحلية "قارَابُوليتشِي"، كما تختلف تسميتها من منطقة إلى أخرى، بحيث نجد في مدينة الحسيمة مثلاً يطلق عليها أبناؤها "الكَارُّو". ولعبة "القارابوليتشي" هي عبارة عن عربة يتّم صنعها بألواح خشبية متينة ذات سُمكٍ عريض نسبياً بحيث تكون قادرة على حمل شخص أو شخصين على متنها دونما أن تتكسّر، تُركّبُ بها عجلات حديدية كانت تُجلب من محلات الصيانة المكانيكية "التُورناج"، وكان صنع هذه اللعبة اليدوية لا يُكلف وقتاً طويلاً في حال توّفر كلّ مستلزماتها من خشبٍ يتم تقطيعه حسب المقاس، وعجلات من الصنف المذكور، وحفنة مسامير لا غير، ليبدأ صاحب العربة في قيادة عربته التي كان يسوقها باِستمتاع واِنتشاء كبيرين.