، ومهما تصفى الدم من عروقي من شدة الاختناق والشجن. هكذا أقسمت أني لن أعود لك ولن أكون لغيرك. بيدك ذبحتني واستسلمت كالخروف تحت وطأة إحساس كبير أغرقني في حبك. تعلمت أن الحياة في البعد تستمر وبعد الممات تستمر وأن الرياح تهب من الشمال و من الجنوب ومن الغرب ومن الشرق، وليس كما تظن أنها تهب من عندك وبرغبتك. أدركت أن الشمس تشرق، سواء أكنت معي أم كنت مع غيري …وكم هن غيري اللواتي عرفتهن. حياتي أصبحت خطا أحمر، لا أسمح لك لا اليوم و لا غدا ولا بعد آلاف السنين أن تعود لتجاوزه واكتساح مجالي. تقول أنك كذبت الآخرين وصدقتني، وأجيبك أنني تحديت العالم من أجلك. و أنت من أنت؟ أغرك الآخرون عندما مدحوك أو توسلوا لك، أم استسلمت للهذيان عندما عشت وهما سميته النجاح، عد للأرض أيها الطفل الصغير. وقفت انتظرك و ركضت نحو الشارع و تركتني …أتدري أنك أذللتني وبح صوتي وأنت مهرول وأنا بالكاد أتنفس الصعداء لأنطق اسمك. قتلتني ألاف المرات وعدت للحياة من أجلك. مسحت بكرامتي الأرض فصرت أذل من المومسات في سوق حبك، قالوا عني الكثير وكثر الحديث و رفضت أن أسمع إلا لصوتك. و اليوم تقولها بكل ثقة انسيني وابتعدي عن طريقي. و أنا أجثوا على ركبتي أسألك العودة للبيت ولحضني، فترميني كالمنبوذة من محراب هواك. ألست أنت من قلت أنني كل حياتك؟ فكيف تعيش بدون حياة؟ أم صارت لك حياة جديدة. ألست أنت من وعدتني بالسعادة، وكنت أول من أتعس قلبي الصغير. أنت يا من سولت له نفسه الجور علي والهروب مني، ومن حطم سور حديقتي، ووأد كل زهوري و ورودي. أتهرب و ترميني و اليوم عيد مولدي …لا أبالي مادمت اخترت الحرب فاطمأن لأنك صرت ألذ أعدائي. وبما أنك هجوتني، فلتنتظر أبيات شعري و شروري. وإن كنت على الابتعاد قادرا، فلا تلمني لو قطعت في البعاد عنك ألاف البحور. وعندما تندم على التطاول على مقام من فوق الناس أجلك وعلمك معنى الحياة و درسك عوالما وشؤون فلن تجده ولو للذكرى يا من كان أعز علي من عيوني.