تشوهات خلقية و رؤوس صغيرة الحجم للمواليد هي نتائج الإصابة بفيروس زيكا الذي أخذ في الانتشار شيئا فشيئا بين مختلف دول العالم. فبعد مرض إيبولا الذي استنفر منظمة الصحة العالمية و باقي المنظمات و الجمعيات و حصد أرواح العديد من الناس سواء أتعلق الأمر بطفل أو شاب أو شيخ، جاء فيروس زيكا، لكن، هذه المرة لا لحصد الأرواح و إنما لتشويه ملامح الشخص بمجرد أن يرى النور إلى الوجود. "زيكا" الفيروس الذي ينتقل عن طريق نوع معين من البعوض المسمى بالزاعج هو من جنس الفيروسات المُصفرة؛ وهو نفس نوع البعوض الذي ينشر حمى الضنك ومرض شيكونغونيا والحمى الصفراء؛ حيث ينقل البعوض الإصابة من شخص مصاب إلى آخرين عبر اللسع، عرف انتشارا بادئ الأمر في البرازيل و الولاياتالمتحدة. و حسب بيانات منظمة الصحة العالمية، فإنه من أعراض الفيروس أنه يتسبب عادة في اعتلالا متوسط، وتظهر أعراضه بعد بضعة أيام من لدغ الشخص من البعوضة الحاملة للعدوى. وتظهر الحمى والطفح الجلدي بصورة خفيفة على معظم المصابين بمرض فيروس زيكا. و قد يصاب آخرون بالتهاب الملتحمة وآلم العضلات والمفاصل ويشعرون بالتعب. وعادة ما تنتهي الأعراض في فترة تتراوح بن يومين و7 أيام. و في الوقت الذي يتسابق فيه الباحثون و العلماء لإيجاد دواء يحد من هذا المرض المتفشي و يقضي عليه، زاد الفيروس في إصابة المواليد بتشوهات خلقية و صغر في حجم رأسهم زيادة عن تلف مخهم؛ و ذلك حسب ما أعلن عنه خبراء من البرازيل و الولاياتالمتحدة و الذين اجتمعوا للتشاور في الموضوع و إيجاد علاج لهذا الفيروس. و وفق ما أعلن عنه بعض الخبراء فإن حياة بعض المواليد لن تتجاوز بضعة أشهر أو 10 سنوات على الأكثر نتيجة لهذه التشوهات، فيما تتطلب بعض الحالات الحادة علاجا من نوبات الصرع وعلاج تشوهات بدنية وتنفسية وأخرى تتعلق بالتخاطب ما يتطلب رعاية يومية خاصة بالأكل والمشي.أما فيما يخص الأطفال الذين ولدوا بتشوهات خلقية منها صغر حجم الرأس فإنهم يعانون أيضا من تلف خطير يتعلق بالقدرة على الإبصار وربما القدرات السمعية أيضا. و للقضاء على الفيروس الذي يشتبه في أنه تسبب في تلف المخ لدى أكثر من 4 آلاف طفل في البرازيل، يعتزم الباحثون إجراء تجارب على الحيوانات لإنتاج أجسام مضادة. و جدير بالذكر أن فيروس زيكا قد اكُتشف في غابة زيكا بأوغندا عام 1947، ورصد في البرازيل لأول مرة العام الماضي وانتشر إلى دول الأميريكتين.