في ظل الظروف الصحية الصعبة التي يعيشها المغرب بعد إعلان حالة الطوارئ و فرض الحجر الصحي على المواطنين، أبان العديد من المغاربة عن روحهم التضامنية و حسهم الإنساني، من خلال القيام بمجموعة من الإختراعات الصحية لمواجهة الوباء بالإضافة إلى عدد من المبادرات الإنسانية التي تخدم المواطن المغربي أولا و الوطن ثانيا. ومن بين هذه المبادرات الإنسانية التي أطلقت خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت السبيل الوحيد لتواصل المغاربة فيما بينهم في هذه الظرفية، نجد إحدى الصفحات التي اختارت التسويق عن بعد وتلبية احتياجات المواطنين من المواد الغذائية. “معاك حتى ندوزو محنة كورونا” هي صفحة أنشأها شباب مغاربة، “مهدي”، “محمد” و “كمال”، بهدف خدمة ساكنة البيضاء وتوفير احتياجاتهم من الخضر بأثمنة مناسبة، حيث يعرض القائمون على الصفحة عرضا خاصا في ظل الحجر الصحي، وذلك بتوفير 23 كيلوغراما من الخضر مقابل ثمن 129 درهم . وبخصوص فكرة المشروع حدثنا الشباب الثلاثة ، بأن الفكرة انبثقت من الظروف التي نعيشها في وقتنا الراهن حيث اضطر الجميع إلى الجلوس في منازلهم تطبيقا لقرار الحجر الصحي، مؤكدين أن الفكرة تخدم مجموعة من المغاربة الذين لا يستطيعون الخروج للتسوق وهو الأمر الذي نوفره لهم من خلال شراء الخضر و توصيلها للزبون مشيرا إلى أن خدمة التوصيل مجانية والأثمنة مناسبة جدا. وأضاف أصحاب المشروع أن ما ألهب حماسهم لهذا المشروع بالإضافة إلى هذه الظروف ورغبتهم في مساعدة المغاربة هو “معرفتهم ببعض الأشخاص الذين يشتغلون في سيارات الأجرة ،حيث تم الاتفاق معهم حول الفكرة و اقناعهم بالتكلف بعملية التوصيل وهو ما سهل الأمر عليهم و شجعهم على تطبيق الفكرة على أرض الواقع” ، حسب تعبيرهم. وأوضح المتحدثون في تصريحهم ، “أن الفكرة أثارت إعجاب الكثير من المغاربة”، مشيرون إلى أن “هناك إقبال و تفاعل كبير من قبل الزبائن الذين يتواصلون معنا من أجل تقديم طلباتهم”. وبخصوص الإجراءات الإحترازية التي يتخدونها من أجل الحفاظ على سلامتهم وسلامة الزبائن، أكد الشباب البيضاوي، أنهم يحرصون على سلامتهم و سلامة زبنائهم قبل كل شيء، حيث يحرسون على وضع الكمامات واستعمال المعقمات مع احترام كل شروط الوقاية والسلامة. وختم الشباب الثلاثة تصريحهم بكل أمل، مؤكدين أنهم يطمحون في المستقبل إلى توسيع مشروعهم و تأسيس شركة خاصة بالشحن.